[ويحكى أنّ موسى بن نصير لمّا غزا الأندلس أراد أن يخرق ما بقي عليه من بلاد إفرنجة ويفتح الأرض الكبيرة حتّى يتّصل بالناس إلى الشام مؤملا أن يتّخذ مخترقة تلك الأرض طريقا مهيعا يسلكه أهل الأندلس في مسيرهم ومجيئهم من المشرق وإليه على البرّ لا يركبون بحرا ، وأنّه أوغل في بلاد إفرنجة حتّى انتهى إلى مفازة كبيرة وأرض سهلة ذات آثار. فأصاب فيها صنما عظيما قائما كالسارية مكتوبا فيه بالنقر كتابة عربية قرئت فإذا هي : يا بني إسماعيل انتهيتم فارجعوا. فهاله ذلك فقال : ما كتب هذا إلّا بمعنى. فشاور أصحابه في الاعراض عنه وجوازه إلى ما وراءه ، فاختلفوا عليه. فأخذ برأي جمهورهم وانصرف بالناس ، وقد أشرفوا على قطع البلاد وتقصّي الغاية](١)
ذكر البرتونين
١٥٣٣
لهم لغة تمجّها الأسماع ومناظر (٢) قبيحة وأخلاق سيّئة ، وهم (٣) لصوص يقطعون على الإفرنج ويسترقونهم (٤) والإفرنج يصلبونهم إذا ظفروا منهم بأحد (٥). ومن البرتونيّين والجلالقة والبشاكسة كان حشد طيطش (إلى الشام) (٦) حين خرج يريد بيت المقدس (٧).
__________________
(١) عن الحميري ٥٠.
(٢) ر : ومحاطر ـ
(٣) ر : ولهم ـ
(٤) ق : ويسرقونهم ـ
(٥) ر : إذا ما ظفروا بهم ـ
(٦) سقطت من ق ـ
(٧) ق : حين قرب بيت المقدس.