١٥٠٣
ومعادن الفضّة بالأندلس كثيرة في كورة تدمير وجبال حمّة بجّانة ، وبإقليم كرتيش من عمل قرطبة معدن فضّة جليل. وبأكشونبة (١) معدن القصدير لا نظير له يشبه الفضّة ، وله معادن بناحية إفرنجة وليون (٢). ومعدن الزئبق في جبل البرانس ومن هناك يتجهّز به إلى الآفاق. ومعدن الكبريت الأحمر بالأندلس ومعادن الأصفر كثيرة. ومعادن التوتيا الطيّبة بساحل إلبيرة بقرية تسمّى بطرنة ، وهي أزكى توتيا وأقوى في صنع النحاس ، وبجبال قرطبة توتيا وليست كالبطرنية. ومعدن الكحل المشبه بالاصبهاني بناحية مدينة طرطوشة يحمل منها إلى جميع البلاد. ومعادن الشبوب والحديد والنحاس والرصاص بالأندلس أكثر من أن تحصى.
١٥٠٤
والأندلس دار جهاد وموطن رباط قد أحاط بشرقها وشمالها وبعض غربها أصناف أهل الكفر. وروي عن عثمان بن عفان رضه أنّه كتب إلى من انتدب إلى غزو الأندلس : أمّا بعد فإنّ القسطنطينية إنّما تفتح من قبل الأندلس وإنّكم إن استفتحتموها كنتم شركاء من يفتحها في الأجر والسلام. وروي عن كعب الأحبار أنّه قال : يعبر البحر إلى الأندلس أقوام يفتحونها يعرفون بنورهم يوم القيامة.
١٥٠٥
ودخل الأندلس رجل واحد من أصحاب النبي صلعم ، وقال عبدالملك بن حبيب : اسمه المنيذر الإفريقي. ويروى عن النبي صلعم أنّه قال : من قال
__________________
(١) ر : أكشوبنة ـ
(٢) ر : واليون.