تاتش (١) ومن تاتش (٢) شرب أرضها وبساتينها وهو في شرقيها. وفيها جميع الثمار ، سفرجلها يفوق سفرجل الآفاق حسنا وطعما وشمّا ، وسفرجلها يسمّى الفارسي (٣). وهي شديدة البرد كثيرة الغيوم والثّلج. قال بكر بن حمّاد ، وهو أبو عبد الرحمن وكان ثقة مأمونا حافظا للحديث سمع بالمشرق من ابن مشدّد وعمر بن مرزوق وبشر بن حجر وبإفريقية من سحنون وغيرهم وسكن بتيهرت وبها توفّي ، فقال [سريع] :
ما أخشن (٤) البرد وريعانه |
|
وأطرف الشمس بتيهرت |
تبدو من الغيم إذا ما بدت |
|
كأنّها تنشر من تخت |
فنحن في بحر بلا لجّة |
|
تجري بنا الريح على السمت |
نفرح بالشمس إذا ما بدت |
|
كفرحة الذمّي بالسبت |
١٢٣١
ونظر رجل من أهل تيهرت إلى توقّد الشمس بالحجاز فقال : احرقي ما شئت ، فوالله إنّك بتيهرت لذليلة. وهذه تيهرت الحديثة (وعلى خمسة أميال منها تيهرت القديمة ، وهي حصن لبرقجانة وهو في شرقي الحديثة. ويقال إنّهم لمّا أرادوا بناء تيهرت كانوا يبنون النهار ، فإذا جنّ الليل وأصبحوا وجدوا بنيانهم قد تهدّم ، فبنوا حينئذ تيهرت السفلى وهي الحديثة) (٥). وبقبليها لواتة وهوارة في قرارات وبغربيّها زواغة وبجوفيّها مطماطة وزناتة ومكناسة ، وقد ذكرنا أنّ بشرقيها حصنا لبرقجانة وهو تيهرت القديمة.
__________________
(١) ق ط ر : تانش ـ
(٢) ق ط ر : تانش ـ
(٣) ج : الفارس ، س : الفارسية ـ
(٤) ر : أحسن.
(٥) سقطت من ق.