١١٤٠
وإذا خرج المتوجّه إلى مصر من القيروان على باب الطراز (١) تلقّى (٢) مدينة القيروان يسرة ويسلك بين مدينة رقّادة ومدينة القصر ، فأوّل ما يلقى وادي السراويل شتوي ، ثمّ المنية المعروفة وهي كبيرة آهلة ، ثمّ قرية زرور (٣) وهي كثيرة البقول لاسيما الجزر وأهلها قوم يضرب بهم المثل في سوء الحال بإفريقية ، ويقال مشايخ زرور (٤) شهد منهم سبعة على قبضة اسفنارية ، فقال الحاكم للطالب : زد بيّنة. ثمّ وادي الطرفا كبير شتوي إذا حمل أهلك ما حوله من القرى والمنازل ، وسعته إذا حمل أزيد من ثلاثة أميال. ثمّ مدينة قلشانة (٥) ومن القيروان إليها اثنا عشر ميلا ، كبيرة آهلة بها جامع وحمّام ونحو عشرين فندقا ، وهي كثيرة البساتين وشجر التين ، وأكثر تين القيروان الأخضر منها. وأبواب الدور بمدينة قلشانة قصار ليس تدخلها الدوابّ ، فعلوا ذلك خوفا من نزول العمّال والجباة (٦).
ذكر مدينة المهدية
١١٤١
مدينة المهدية منسوبة إلى عبيدالله المهدي الّذي بناها على ما ذكر في التاريخ ، وبينها وبين القيروان ستّون ميلا. تخرج من القيروان فتنزل منزل كامل ، ثمّ تخرج منها فتأتي المهدية. وطريق آخر : تخرج من القيروان إلى مدينة تماجر مرحلة ، إلى المهدية (مرحلة أخرى) (٧). ومدينة تماجر كبيرة آهلة بها جامع وأسواق وفنادق وحمّام وماؤها زعاق ، وفي وسطها غدير ماء وحولها غابة زيتون وشجر أعناب ، وبين مدينة تماجر والمهدية الوادي الملح
__________________
(١) سقطت من ر ـ
(٢) ط ص ج : يلقى ـ
(٣) ر : زرزور ـ
(٤) ر : زرزور ـ
(٥) ق : قفشانة ـ
(٦) ر : والجباية.
(٧) سقطت من ط ر ـ