فعرّفوني إلى متى يكون ذلك. فأخرجوا الموضع وذكروا أنّ ذلك يكون لأربعة آلاف دورة للشمس. (فقال : انظروا العلّة الّتي يفتح من أجلها. فقالوا : يفتح طلبا لما فيه من مال. فقال : هل ينفقون على ذلك شيئا؟ قالوا : نعم. قال : هل تقفون على قدره؟ فعرّفوه) (١). فقال : اجعلوا في الموضع الّذي يصلون (٢) منه إلى. داخل الهرم (٣) ذهبا بقدر (٤) ما ينفقونه. وحثّ الأمّة على الفراغ من الأهرام والأفرونيات ، ففرغوا من ذلك في ستّين سنة. وعلى الأهرام مكتوب : بنينا هذه الأهرام في ستّين سنة ، فليهدمها من يريد ذلك في ستّمائة سنة ، فإنّ الهدم أهون من البناء.
٨٩٥
وذكروا أنّه (٥) كانت لهم قرافل من خوص إذا ضربوا بها الحجارة قفزت من أنفسها وطارت (٦) ، وأنّ ذلك لم يزل متعارفا عندهم. قال الوصيفي : وقال لي رجل قبطي يعرف بإبراهيم بن أبراس (٧) ، وقد أجرينا شيئا من هذا الذكر ، أنّهم أصابوا في بعض الكنائس في موضع شبيه بالطاق سفط فيه (٨) سلة ، ففتحت فوجدوا فيها قرفلة من خوص عجبوا منها ولم يدروا لها معنى ، فطرحوها في النار ليحرقوها ، فكانت تثب من النار حتّى تبلغ سقف الكنيسة ، فلمّا رأوا ذلك قطعوها بالسكين ، ثمّ عرفوا الحال فيها فندموا على إفسادها. قال الوصيفي : ولا أدري أهي من قرافل الحجارة أم من غيرها إلّا أنّ في توثّبها من النار عجبا.
__________________
(١) ر : قال : أفتقفون على قدر ما ينفق في هدمه؟ قالوا : نعم ـ
(٢) م : يطوون ـ
(٣) م : العلم ـ
(٤) ر : يزن.
(٥) م : أنها ـ
(٦) م : وتبارت ـ
(٧) ر : أنداس ـ
(٨) م : منها.