يعلّم أهلها بما
يحدث في الرياح لتجارب حفظها ، فاتّخذوه إلها. وبصقلّية غرائب يطول ذكرها.
٨١٧
وفي سنة اثنتي
عشرة ومائتين فزع فيمة البطريق النصراني قائد صاحب صقلّية إلى زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب ، فقرّب
عليه أمر صقلّية والظفر بها ، فولّى زيادة الله أسد بن الفرات القاضي الفقيه على
جيش إفريقية من قريش والعرب والبربر وغيرهم وأقرّه على القضاء مع القيادة. وخرج
أسد في حفل عظيم وجمع كثير وعدّة كاملة ، وذلك في شهر ربيع الأوّل من العام
المذكور ، وكان فصوله من مدينة سوسة في سبعين مركبا يوم السبت للنصف من شهر ربيع
الأخر ، ووصل إلى مرسى مازر يوم الثلاثاء [بعده ، وكانت طريقه من المرسى على قلعة
بلّوط ، ثمّ على قرى الرّيش ، ثمّ صار إلى قلعة الدبّ سمّيت بذلك لأنّهم أصابوا
فيها دبّا أنيسا ، ثمّ إلى قرية الطواويس ، وسمّيت بذلك لأنّهم أصابوا فيها طاووسا
، ثمّ إلى معركة بلاطة ، وهناك ظهر لهم جمع الروم فنازلهم فانهزم المشركون وأصيب
لهم كراع وسلاح ، ولذلك سمّيت معركة بلاطة ، وهو اسم ملك النصارى]. ثمّ رحل إلى حصون الروم وقراهم [يغير ويسبي] ،
وبثّ السرايا في جميع الجزيرة وكثرت المغانم عند المسلمين وصاروا في رغد من العيش ، [وسارع الناس إلى
إمدادهم من إفريقية والأندلس] ، وحاصر أسد مدينة سرقوسة وقاتلهم برّا وبحرا وأحرق
مراكبها وقتل جماعة من أهلها.
ومات أسد بن
الفرات رحمهالله سنة ثلاث عشرة ومائتين وهو محاصر لسرقوسة ، ووقع الموتان على عسكر المسلمين.
__________________