ويتمنطقون بأحزمة طوال قد ركّب عليها ترامس الذهب والفضّة ، وملكهم عظيم القدر يضع على رأسه التاج وله الكتّاب والأزمّة وأصحاب الخطط وأمر ونهي على نظم وترتيب كالمعهود للملوك الأكابر ، ولهم معرفة بالألسن ويترجمون الإنجيل باللسان الصقلبي (١) وهم نصارى.
٥٥٣
قال إبراهيم بن يعقوب : وإنّما تنصّر [ملك] البلقارين [لمّا أغار] على بلاد الروم حين حاصر مدينة القسطنطينية حتّى داراه ملكها وأرضاه بجزيل العطاء (٢) ، وكان ممّا استرضاه به أن زوّجه ابنته فحملته على التنصّر. قال المؤلّف : فيدلّ قول إبراهيم أنّ تنصّره كان بعد ثلاثمائة من الهجرة ، وقال غيره : إنّما تنصّر منهم من تنصّر على عهد بسيليوس (٣) الملك ، وبقوا على نصرانيتهم إلى اليوم.
٥٥٤
قال إبراهيم : والقسطنطينية من بلقارين في القبلة وتجاورهم أيضا في الشرق والجوف البجاناكية (٤) ، وفي الغرب منها بحيرة بناجية ، وهو خليج يخرج من البحر الشّامي بين الأرض الكبيرة والقسطنطينية ، فيحيط بالأرض الكبيرة سواحل رومة وسواحل لنقبردية (٥) وينقطع بالفرلانة (٦) ، فتصير هذه المواضع كلّها جزيرة واحدة قد أحاط بها البحر الشامي من القبلة ، وذراع بناجية (٧) من جهة المشرق والجوف وبقي منها فتح من جهة الغرب.
__________________
(١) ل ن : الصقلي.
(٢) ن : العطايا ـ
(٣) ل ن : بسبوس.
(٤) ل ن : الجاباكية ـ
(٥) عن ابن يعقوب ٣٥ ، ل ن : البرقرية ـ
(٦) عن ابن يعقوب ـ
(٧) ل ن : بناحيته.