من بلاد القيروان. ثمّ تراجعت الإفرنج إلى مدنهم وعمائرهم على موادعة وصلح من البربر ، واختارت البربر سكنى (١) الجبال والأودية والرمال وأطراف البراري والقفار وصارت المدائن رومية حتّى افتتحها المسلمون.
٥٣٩
والبربر قبائل كثيرة وشعوب جمّة : هوّارة وزناتة وضريسة ونفزة وكتامة ولواتة وغمارة ومصمودة ومزاتة وصدينة ويصدريان (٢) وورتجن (٣) وصنهاجة ومجكسة وواكلان وغيرهم.
٥٤٠
وقد [اختلف] في نسبهم ، فزعم بعضهم أنّهم من ولد كنعان بن حام ، وقيل إنّهم أوزاع من اليمن تفرّقوا عندما كان من سيل العرم ما كان ، وقيل إنّ أبرهة ذا المنار خلّفهم بالمغرب ، ومنهم من رأى أنّهم من قيس عيلان ، والله أعلم بحقيقة ذلك. قال الكندي إنّهم من ولد بربر بن قيس بن عيلان ، وقال قوم إنّهم من ولد نيصر ، وقال آخرون من ولد نبيط (بن حام ، فلمّا نزل إخوتهم بمصر خرج بربر بن نبيط) (٤) إلى ناحية المغرب فسكنوا ما وراء عمل مصر ، وهو ما وراء برقة إلى البحر الأخضر إلى منقطع الرمل متّصلين بالسّودان. وقال آخرون إنّهم من ولد لخم وجذام ، وكانت منازلهم فلسطين فأخرجهم منها بعض ملوك فارس ، فلمّا وصلوا إلى مصر منعتهم ملوك مصر النزول ، فعبروا النيل وانتشروا في البلاد.
__________________
(١) ن : سكن.
(٢) عن المسعودي ١١٠٤ ، ل ن : يصدران ـ
(٣) ل ن : وزريجين.
(٤) سقطت من ن.