ابن معاوية الضرير
عن الزّبير بن عدي قال : رأيت الشعبي يلعب بالشطرنج وإلى جانبه قطيفة ، فإذا مرّ
به جماعة أدخل رأسه فيها ، وكان يجيز شهادة اللاعب بها ما لم يكن قمارا ولم يؤخّر بسببها صلاة.
وكان الرشيد حبس موسى بن جعفر بن محمّد في دار السّندي بن شاهك ، فربّما خرج عليهم
من الموضع الذي هو فيه فيراهم يلعبون بها فيقومون عنها فيقول لهم : ارجعوا فإنّه أحسن
ما تشاغل به الناس ما لم يكن فيه قمار.
٣٦٠
وملك بلهيت ثمانين
سنة ، ثمّ ملك كورث ، وهو الذي عمل له الكتاب الأعظم في الأدواء والعلل وعلاجها وشكّلت الحشائش وصوّرت. وبعد
ملكه تحزّبت أحزاب الهند وتفرّقت آراؤها ومملكتها ، فتملّك أرض السّند ملك وأرض القنّوج
[ملك] ـ وهو بروزة سمة لهم ولا بحر له ـ وأرض القشمير ملك والمانكير ملك ـ وهي الحوزة الكبرى ـ فسمّي البلّهرى فصارت
سمة لمن طرأ من الملوك في هذه الحوزة إلى وقتنا هذا. وبلاد البلّهرى يقال لها
الكمكم ومنها يجلب السّاج وبها يكون ... وهي مملكة واسعة ، وقد ذكرنا أنّ من حوله من الملوك
يصلون إليه.
وينضاف الى مملكة
الهند ملك الزّابج وهي مملكة المهراج ملك الجزائر ، وهذه المملكة فرق ما بين الهند
والصّين. ومعنى المهراج عندهم ملك الملوك. قال : وليس له مملكة غير الجزائر وليس
في ملوك الهند أكثر خيرا منه ولا أقوى دخلا ، ويقال إنّ دخل قمار الدّيوك خاصّة
يبلغ كلّ يوم في مملكته خمسين منّا من ذهب. ويكون بطواران من جزائره كافور ومعدنه
جزيرة رامنا.
__________________