١٤٥
قال س : فأمّا السامرية ذريّة السامري فهم في وقتنا هذا ـ وهي سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة ـ في قرى متفرّقة ببلاد فلسطين والأردن إلى نابلس (١) ، وأكثرهم في هذه المدينة ، وهم يقولون لا مساس (٢) ، وهم صنفان متباينان كتباينهم لسائر اليهود ، يقال لأحدهما الكوشان وللآخر الدوستان (٣). ويقول أحدهما بقدم العالم ، ويزعمون أنّ التوراة الصّحيحة هي بأيديهم وأنّ التي بيد اليهود ليست التي أنزلت على موسى لأنّها حرقت وقت سبيهم ، وأنّ المحدث لهذه التي بأيديهم روبابيل.
[ذكر يوشع]
١٤٦
ثمّ بعث الله بعد موسى يوشع بن نون بن أفرائيم نبيّا وأمره بمقاتلة الجبّارين. فسار ببني إسرائيل بعد شهر من موت موسى إلى بلاد الشام ، وقد غلب عليها العماليق ، فسار إليهم ملك الشام وهو السميدع بن هوبر ، فقاتلهم يوشع يوم الجمعة قتالا شديدا حتّى غربت الشمس. فدعا الله أن يردّ عليه الشمس فردّها عليه ، فزاد في النهار يومئذ ، فهزم الجبّارين واقتحموا عليهم يقتلونهم. فكانت العصابة من بني إسرائيل يجتمعون على عنق الرجل يضربونها فلا يقطعونها. وأمرهم يوشع أن يقرّبوا أغنامهم تلك إلى الله ، فلم تزل النار تأكلها. وجاء رجل إلى يوشع فصافحه فالتصقت يده بيده فقال : هلمّ ما عندك. فأتاه برأس ثور من ذهب مكلّل بالدرّ والجوهر كان غلّه ، فجعله في القربان وجعل الرجل معه فأكلتهما النار.
__________________
(١) ل : يا بليس ، ن : بابليس ـ
(٢) راجع سورة طه ٢٠ / ٩٧ ـ
(٣) ل ن : الدوشان.