أو لوط ـ ويقال هاران ـ وهو الذي بنى حرّان وإليه تنسب (١) ، وناهر وهو أبو رفقا امرأة إسحاق. وفي التوراة أنّه ناحور لا ناهر وناهر لوهب.
١١٧
وأمّا الدليل أنّ هاجر سبقت سارة فما رواه السدّي أنّ إبراهيم اشتاق إلى إسماعيل ، فآستأذن سارة أن يأتيه. فأخذت عليه عهدا ألّا ينزل غيرة على هاجر ، فركب البراق ثمّ أقبل فوجد أم إسماعيل قد ماتت. وتزوّج إسماعيل امرأة من جرهم ولم يجد إسماعيل ورأى المرأة فظّة غليظة فقال لها : إذا جاء زوجك فقولي له : جاء هنا شيخ من صفته كذا وكذا ويقول لك : لا يرضى عتبة بابك : ففعلت ، فلمّا أخبرته طلّقها. وتزوّج ثانية ، وجاء إبراهيم مرّة ثانية فلم يجد إسماعيل ووجد امرأة سهلة طلقة وأتته باللبن واللحم ، فدعا لها بالبركة وجاءته بالمقام فوضعته تحت شقّه الأيمن ، فوضع قدمه عليه فبقي أثر قدمه فيه وغسلت شقّ رأسه الأيسر ثم قال لها : إذا جاء زوجك فاقرئيه السلام وقولي له : قد استقامت عتبة بابك.
١١٨
قال أبو جعفر : ثمّ لبث ما شاء الله أن يلبث وأمره ببناء الكعبة. وفي رواية أخرى قيل : كان على أتان ولدعوة إبراهيم لا ينقطع اللّبن بمكّة في فصل من فصول السنة ، ولذلك كانت لحومها أطيب اللحوم حتّى أنّ القصّاب ليعطي الشحم بدلا من اللحم يغشّ به.
__________________
(١) ن : يثبت.