نهضوياً ينهض بصناعة التراث بعقلانية ، ومن دون التقولب بقوالب فكرية سوى
ماتمليه مدرسة آل البيت عليهمالسلام بثوابتها ومرتكزاتها.
لقد حطّت
النخبة رحالها وأناخت ركابها في (تراثنا) ، وكان محطّ رهانهاإعادة قراءة التراث للانتقال به من
عالم المثال إلى عالم الواقع ، لتقيم فيواقعنا علاقات وئام وجسور بين الموروث
والمعاصر ، على أمل نقله بما يخدم الثوابت الفكرية للأمّة حتّى لا تعيش القطيعة مع
الفترة المُبدِعة من تراثها.
لقد كانت تلك
الأقلام نموذجاً يعبّر عن هموم الأمّة الفكرية ، خصوصاًوأنّ الخطاب الإسلامي
المعاصر يقوم في أغلبه على إهدار البعد التراثي والتاريخي لمجتمعاتنا مع عدم الأخذ
بنظر الاعتبار معطيات الواقع الثقافي والاجتماعي والبنى الفكرية لهذه المجتمعات ، حتى
أصبحت هذه الإشكالية تمثّل أهمّ اشكاليات الفكر الإسلامي المعاصر على الإطلاق ، ممّا
حدى بالنخبة في التراث إلى تبنّي هذا المشروع ، فأصبحت (تراثنا) موسوعةومرجعاً لاتستغني عنها جميع المؤسّسات العاملة
في مجال المعرفة ، إنّ التواجد في أكثر من أربعمائة مركز ومعهد في أكثر من سبعين
دولة مؤشّر غنيّ عن التعليق.
لقد كانت ولا
زالت (تراثنا) شاخصاً معرفيّاً وعلميّاً وثقافياً يصعب تجاهله ، وسجّلت
رقماً بارزاً للكلمة الحرّة المستقلّة بكلّ ما فيها من وهج القيم وسناء المبادىء
وعمق الأصالة وسلامة الإنتماء.