وقد نقلت رواياته بقية المصادر ولكن عند المقارنة نجد أنّ جلّهم قد نقلوا رواياته عن تاريخ الطبري.
وقد ذكره أيضاً عبد الله البحراني (ت١١٣٠هـ) في كتابه العوالم(١).
مرويّات الضحّاك المشرقي كما نقلها الطبري في تاريخه :
إذا كان عقبة بن سمعان يروي وقائع الثورة الحسينية بتفاصيلها الجزئية ضمن حركة الإمام عليهالسلام من المدينة المنوّرة إلى مكّة إلى العراق إلى كربلاء ، فالضحّاك المشرقي يصف لنا الأيّام الأخيرة وربّما اليوم التاسع والعاشرمنذ التحاقه بالإمام الحسين عليهالسلام حتّى نهاية المعركة ونجاته من الموت ليصبح راوياً لأحداثها الخطيرة وحسب الاتفاق بينه وبين الإمام الحسين عليهالسلام ، والحدث وإن كان غريباً إلاّ أنّه يخفي سرّه فالغريب هروب الضحّاك من ساحة المعركة وفي آخر لحظة وفي أحرج الظروف لم تبيّن لنا الروايات كيف طاوعته نفسه فعل ذلك فهناك عدّة احتمالات منها :
١ ـ خوفه من الموت وجبنه.
٢ ـ ارتباطه بعهود وديون للناس كما صرّح في إحدى رواياته عند مجيئه أنّ عليه ديناً ولم يبيّن مقداره وزمانه.
٣ ـ اتفاقه مع الإمام الحسين عليهالسلام كوسيلة إعلامية ورؤية مستقبلية خوفاًمن تشويه سمعة الثورة.
ويبدو أنّ الاحتمال الثالث أقرب للصحّة وذلك لقبول ورضا الإمام الحسين عليهالسلام بالحفاظ على نفسه وموافقته للخلاص من القتل ، أمّا خوفه وجبنه فهذا يكذّبه وجوده الفاعل في ساحة المعركة ، فإنّه يمكنه مغادرة
__________________
(١) العوالم : ٢٨٢.