هذاالعرض وينتهي الكلام بعبارة : «قبّح الله العيش بعدك»(١).
أمّا أصحابه فتصف الرواية ردّة فعلهم بطرح الاستفهامات على أنفسهم والقسم وكلمات التضحية وطلب الشهادة معه ، فالرواية تصف كلام أحد أصحابه وهو مسلم ابن عوسجة الأسدي ـ وهو من أعلام أهل الكوفة وسيّد القرّاء في مسجدها ـ قال مسلم مستفهماً : «أنحن نخلّي عنك؟ ، ولما نعتذرإلى الله في أداء حقِّك ... الخ»(٢) ، ثمّ استدرج ابن عوسجة واصفاً أنواع القتال من الرمح والسيف وصولاً إلى الحجارة حتّى الموت ، وتكلّم من بعده كما تذكر الرواية سعيد بن عبد الله الحنفي ثمّ زهير بن القين وبقية أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضاً فقد قالوا : «والله لا نفارقك ، ولكن أنفسنا لك الفداء ، نقيك بنحورنا وجباهنا وأيدينا ، فإذا نحن قتلنا كنّا وفينا وقضينا ما علينا»(٣).
إنّ الإمام الحسين عليهالسلام كان يعلم مدى القوّة والصلابة التي يتمتّع بها أصحابه وأهل بيته منذ خروجه من المدينة المنوّرة ، وقد قالها في كربلاء : «أمّابعد فإنّي لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل بيت أبرّ ولاأوصل من أهل بيتي ... الخ»(٤).
وفي الرواية الرابعة يصف المشرقي الحالة المعنوية لجيش الإمام الحسين عليهالسلام وبصيرتهم بأمرهم وقد قاموا الليل كلّه يصلّون ويستغفرون ، وخيل ابن زياد تجول حولهم وتسمع نجواهم حتّى أنّ أحدهم قد ردّ على
__________________
(١) المصدر السابق ٥ / ٤١٩.
(٢) المصدر السابق ٥ / ٤١٩.
(٣) المصدر السابق ٥ / ٤١٩.
(٤) المصدر السابق ٥ / ٤١٨.