اللّهُمَّ وَقَد شَمِلَنا زَيْغُ الفِتَنِ واسْتَولَت عَلَينا عَشْوَةُ الحَيْرَةِ (١) وَقارَعَناالذُّلُّ وَالصَغَارُ (٢) وَحَكمَ عَلَيْنا غَيْرُ المَامُونينَ وَابْتَزَّ (٣) أُمورَنا مَعادِنُ الاُبَنِ (٤) مِمَّنْ عَطَّلَ حُكْمَكَ ـ أحكامَكَ ـ وَسَعى في إتلافِ عِبادِكَ وَإفْسَادِ بِلادِكَ اللّهُمَّ وَقَد عَادَ فَيْئُنا دُولَةً بَعْدَ القِسْمَةِ وَإمَارَتُنا غَلَبَةً بَعْدَ المَشُورَةِ وَعُدْنامِيرَاثاً بَعْدَ الاخْتِيارِ للأمَّةِ فَاشْتُريَتِ المَلاَهي وَالمَعَازِفُ بِسَهْمِ اليَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ وَحُكّمَ فِي اَبْشَارِ المُؤمِنينَ (٥) أهْلُ الذِمَّةِ وَوُلِّيَ القِياَمَ بِأمُورِهِم فَاسِقُ كُلِّ قَبيلَة فَلاَ ذائِدَ يَذُودُهُمْ عَن هَلَكَة وَلا رَاع يَنْظُرُ إلَيْهِم بِعَينِ الرَحْمَةِوَلاذُو شَفَقَة يُشْبِعُ الكَبِدَ الحَرِيّ مِنَ مَسْغَبَة (٦) فَهُم اُولُوا ضَرَع بِداَرِ مَضْيَعَة (٧) وَاُسَراءُ مَسْكَنَةِ وَحُلَفاءُ (٨) كَآبِة وَذِلَّة اللّهُمَّ وَقَدِ اِسْتَحْصَدَ زَرْعُ البَاطِلِ وَبَلَغَ نِهَايَتَهُ واسْتَحْكَمَ عَمُودُهُ واسْتَجْمَعَ طَرِيْدُهُ وَخَذْرَفَ (٩) وَلِيدُهُ وَبَسَقَ بِطُولِهِ وَضَرَبَ بِجَرانِهِ (١٠) اللّهُمَّ فَأَتِحْ لَهُ مِنَ الحَقِّ يَدَاً حاصِدَةً (١١) تَصْرَعُ قَائِمَهُ وَتَهشِمُ سُوقَهُ وَتَجُبُّ سَنامَهُ (١٢) وَتَجْدَعُ مَرَاغِمَهُ (١٣) لِيَسْتَخْفِي البَاطِلُ
__________________
(١) عشوة الحيرة : الظلمة ، وقلّة الهداية.
(٢) الصغار : الرضا بالذلّ والضّعة.
(٣) ابتزّ : غلب وسلب وبزّ الأمر: نزعه وأخذه بجفاء وقهر.
(٤) معادن الابن: الحاقدون وحملة الأوزار والعيوب الفاضحة.
(٥) أبشار المؤمنين : أبدانهم ودماؤهم وأعراضهم ، مفردها (بشر).
(٦) المسغبة : المجاعة.
(٧) مضيعة كمعيشة : مهلكة.
(٨) حلفاء كآبة : صاروا ملازمين للكآبة والذلّ.
(٩) خذرف : أسرع.
(١٠) لجران : باطن العنق من البعير والمراد هنا ثبت الباطل واستقرّ.
(١١) استحصد الزرع : آن حصاده.
(١٢) جبّ سنامه : استأصله وقطعه.
(١٣) تجدع مراغمه : تقطع أنفه.