وعن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم(١) : «أَسْتَغْفِرُ الله الَّذي لا إِله إلا هُوَالحىُّ القَيُّوم وَأَتُوبُ إليهِ ، ثَلاثَاً غَفَرَ الله لَهُ ذُنُوبَه وَإِنْ كَانَ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ وَأَيّامِ الدُّنْيَا» ، إلى غير ذلك ممّا ورد عنهم وفي ما ذكرناه كفاية إن شاء الله تعالى.
الفصل الخامس
في ما يعمل بعد الانتباه إلى حين الشروع في صلاة الليل
في مفتاح الفلاح(٢) : «أوّل ما ينبغي لك أن تسجد لله تعالى ، فقد روي أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) إذا إنتبه عن نومه سجد ، وقل في سجودك أوبعد رفع رأسك : الحمْدُ لله اَّلذي أَحْيَانِي بَعْدَ مَا أَمَاتَني وَإلَيْهِ الِّنشُورُ الَحمْدُلله الَّذِي رَدَّ عَلَيَّ رُوحِي لأحْمِدهُ وَأَعْبُدَهُ».
وروى ثقة الإسلام في الكافي(٣) بسند حسن عن الباقر عليهالسلام : «إذاقمت بالليل فانظر في آفاق السماء ، وقل : اللّهُمَّ إنَّهُ لا يُواري (٤) عَنْكَ لَيْلٌ ساج (٥) وَلا سَمَاء ذَاتِ أَبْراج وَلا أَرْضٌ ذَاتِ مِهَاد وَلا ظُلُمَاتٌ بعْضُهَا فَوْقَ بَعْض وَلا بَحْرٌ لجّيُّ (٦) تُدْلِجُ بَيْنَ يَدَيِ الُمدْلِجِ (٧) مِنْ خَلْقكَ تَعْلَمُ
__________________
(١) انظر : بحار الأنوار ٨٤ / ١٧٩ وما بعدها ، ومصباح الكفعمي : ٦٤ ، وما بعدها والبلد الأمين : ٥٩ ، ونصّ الحديث هو : عن النبىّ (صلى الله عليه وآله) : «من قال حين يأوي إلى فراشه ثلاث مرّات : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيّ القيّوم وأتوب إليه ، غفر الله تعالى ذنوبه ; وإن كان مثل زبد البحر ، ومثل رمل عالج ، ومثل أيّام الدنيا».
(٢) مفتاح الفلاح : ٦٢٢ ، أصول الكافي ٢ / ٦٠٠ ، باب الدعاء عند النوم والانتباه ح ١٦.
(٣) أصول الكافي ٢ / ٦٠٠ ، باب الدعاء عند النوم والانتباه ح ١٢ ، والوسائل ٦ / ٣٤ ـ ٣٥ ب١٣ من تكبيرة الإحرام ، ح ١.
(٤) واراه ، مواراةً : ستره.
(٥) ليل ساج : شديد الظلمة.
(٦) بحر لجيٌّ : متلاطم ، واللّجة (بالفتح) : كثرة الأصوات اختلطت.
(٧) المدلج : الذي يسير ليلاً ، تدلج بين يدي المدلج : تعلم السرّ وأخفى.