يحبّني فإذا جنّه الليل نام عنّي يا بن عمران لو رأيت الذين يصلّون لي في الدياجي وقد مثلت نفسي بين أعينهم يخاطبونني وجللت عن المشاهدة ويكلّمونني وقد عززت عن الحضور يا بن عمران ، هب لي من عينيك الدموع ومن قلبك الخشوع ومن بدنك الخضوع ثمّ ادعني في ظلم الليل تجدني قريباً مجيباً» ، ومثل هذا لهم (صلوات الله عليهم) كلام كثيروفّقنا الله للتأمّل فيه والعمل بما يقضيه ، وأمّا غير ذلك من الأعمال التي تبعث على الانتباه فهو أيضاً في غاية الكثرة ومن المعروف المشهور المروي في المتهجّد والكافي (١) وغيره بأسانيد صحيحة قراءة قوله تعالى : (قل إنّما أنابشر مثلكم) إلى آخر الكهف ، وفي الكافي(٢) بسند صحيح : «من قرأ عند المنام هذه الآية وكّل الله به ملكاً يوقظه في الساعة التي يريد» ، وقال الشيخ البهائي(٣) في مفتاحه : «وهذا من الأسرار العجيبة المجرّبة ثمّ يقول بعدها : اللهُمّ لا تُنْسِني ذِكْرَكَ ولا تُؤمِنّي مَكْرَكَ ولا تَجْعَلني مِنَ الغافِلينَ وَأَنْبهِنْي لأحَبِّ السَّاعَاتِ إليكَ أَدْعُوكَ فِيهَا فَتَسْتَجيبُ لي وَأَسألُكَ فَتُعْطِينيوَأَسْتَغْفرُكَ فَتَغْفِرُ لي إنّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحيمُ» ، وعن دعائم
__________________
(١) مصباح المتهجّد ، : ١٠٢ في آداب النوم وأدعيته ، أصول الكافي ٢ / ٦٠٠ ، باب الدعاء عندالنوم والانتباه ح ١٧ ، من لا يحضره الفقيه ١ / ٢٩٨ ، وتهذيب الأحكام ٢ / ١٧٥ ، ٦٩٨. باختلاف يسير في المصادر الثلاثة.
والمراد بآخر الكهف آية : (قل إنّما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ أنّما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحاً ولا يشرك بعبادة ربّه أحداً) الكهف آية : ١١١.
(٢) أصول الكافي ٢ / ٦٠٠ ، باب الدعاء عند النوم والانتباه ح ١٨.
(٣) مفتاح الفلاح : ٦٠٣.