فنقول مستمدّين من الله سبحانه وتعالى المعونة والتوفيق لإنجازها والعمل بها ما أبقانا إنّه أرحم الراحمين وهو الموفّق والمعين : إنّها تشتمل على مقدّمة ومقصدين وخاتمة وقد سمّيتها صحائف الأبرار في وظائف الأسحار وأسأله بمنّه تعالى أن يوفّقني للعمل بها حيّاً وينفعني بأجر العاملين بها بعدي ميّتاًإنّه المنّان بالإحسان المتطوّل بالامتنان.
المقدمة
وهي تشتمل على فصول
الفصل الأول
في نبذة يسيرة ممّا ورد من الحثِّ الشديد إليها
والتغليظ الأكيد عليها
وهو من الآيات والروايات كثير ، يضيق المقام عنه ، كفاك منها قول الصادق أبي عبد الله (صلوات الله عليه) بسند معتبر في تفسير علي بن إبراهيم(١) أنّه عليهالسلام قال : «ما من عمل حسن يعمله العبد إلاّ وله ثواب في القرآن إلا صلاة الليل ، فإنّ الله لم يبيّن ثوابها لعظيم خطرها عنده فقال تعالى : (تَتَجَافَى جُنُوْبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُوْنَ رَبَّهُمْ خَوْفَاً وَطَمَعاًوَمِمّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُوْنَ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَةِ أَعْيُن جَزَاءًبِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(٢)» ، ومثله عن مجمع البيان(٣) وعن دعائم
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ / ٦٩ ـ ٧٠.
(٢) سورة السجدة ١٦ ـ ١٧.
(٣) مجمع البيان في تفسير القرآن ٨ / ١٠٩. وقد ورد النصّ بهذا الشكل : «ما من حسنة إلاّ ولهاثواب مبيّن في القرآن ، إلاّ صلاة الليل ، فإنّ الله عزّ اسمه لم يبيّن ثوابها ; لعظم خطرها ، قال : فلا تعلم نفس ... الآية».