المقدمة
اعلموا رفقائي المجاهدين وإخواني المؤمنين
، أنّ الحكمة الّتي هي معرفة ذات الحقّ الأوّل ومرتبة وجوده ، ومعرفة صفاته وأفعاله
وأنّها كيف صدر منه الموجودات في البدء والعود ، ومعرفة النفس وقوّتيها
ومراتبها ، ومعرفة العقل الهيولاني ـ التي هي مجمع البحرين وملتقى الإقليمين ـ وكيفيّة
حال السعادة والشقاوة ، ومعرفة النفس ، الموصلة إلى الصعود من حضيض السافلين إلى ذروة
العالين
، التي هي مرقاة لمعاينة الجمال الأحدي والفوز بالشهود السرمدي ؛ ليس
المراد منها الحكمة المشهورة عند المتعلّقين بالمتفلسفين
[بالفلسفة] المجازيّة ، المتشبّثين بأذيال الأبحاث المقالية ؛ بل المراد من الحكمة
، الحكمة
التي تستعدّ
النفس بها للارتقاء إلى الملأ الأعلى والغاية القصوى ، وهي عناية ربّانية وموهبة إلهيّة
لا يؤتى بها إلّا من قبله ـ تعالى ـ كما
__________________