في باطن القلب له كالفتيلة ، وما يتغذّى به من الأغذية اللطيفة كالزيت ، والحيات الظاهرة في أعضاء البدن بسببه كضوء السراج في جملة البيت. وكما أنّ السراج إذا انقطع زيته انطفى ، فسراج الروح أيضا ينطفي إذا انطفى (١) غذاؤه. وكما أنّ الفتيلة قد تحترق (٢) وتصير رمادا بحيث لا تقبل (٣) الزيت فينطفئ السراج مع كثرة الزيت ، فكذلك الدم الذي تشبّث به هذا البخار في القلب ، فينطفئ مع وجود الغذاء ؛ فإنّه لا يقبل الغذاء الذي يبقى (٤) به (٥) الروح ، كما لا يقبل الرماد (٦) الزيت ، فلا يتشبّث به الناريّة.
فكما (٧) أنّ السراج تارة ينطفئ من داخله ـ كما ذكرناه ـ (٨) وتارة بسبب من خارج ـ كريح عاصفة ـ ؛ فكذلك الروح ، تارة ينطفئ بسبب من داخل وتارة ينطفئ بسبب من خارج ـ كالقتل (٩). وكما أنّ انطفاء (١٠) السراج هو منتهى وقت وجوده فيكون ذلك أجله (١١) الذي في أمّ الكتاب بأحد الأسباب المقدّرة المرتّبة في القدر من فناء الزيت أو بفساد الفتيلة أو بريح عاصفة أو بإطفاء إنسان (١٢) ؛ كذلك انطفاء الروح أجله المؤجّل في قضاء اللّه وقدره بأحد الأسباب. وكما أنّ السراج إذا انطفى ، أظلم البيت كلّه ؛ فالروح إذا انطفى ، أظلم البدن كلّه وفارقته أنواره.
فتحدّس ممّا سردنا (١٣) عليك اشتعال النفوس من المبادئ العالية والكلمات
__________________
(١) مش ٢ ، چ : انقطع.
(٢) مش ١ ، مش ٢ : يحترق.
(٣) مش ٢ : يقبل.
(٤) دا ، آس : ينطفي.
(٥) چ : ـ به.
(٦) أصل : الرمّان.
(٧) دا ، آس : وكما.
(٨) مش ١ : ذكره.
(٩) نسخ ديگر : كالعقل.
(١٠) دا ، آس ، مش ٢ : إطفاء.
(١١) دا : لأجله / لك : لعلّة.
(١٢) مش ٢ : النار.
(١٣) مش ١ ، مش ٢ ، چ : أشرنا.