فالغرض من أصل الإبداء
وجود البارئ وفيضه أن يصل كلّ ناقص إلى كماله ، وتبليغ المادّة إلى صورتها ، والصورة إلى معناها ونفسها ، والنفس إلى درجة العقل ومقام
الرّوح ؛ وهناك الرّاحة والطمأنينة والسعادة القصوى والخير الأعلى. والمقصد الأقصى واللباب الأصفى في بناء الأرض والسماء
وجري سفينة الهيولى في طوفان الدنيا ليحيى من حيّ عن بيّنة ويهلك من هلك عن بيّنة ؛ ولأجل هذا جيء الأنبياء والرسل والكتاب والدعاء ، التي هي كالمعلم لهذه السفينة ، حتى لا تقطع السفينة طريق الشرّ وينقطع الشرّ ويصل الجالسون فيها إلى بنادرهم وتزول الدنيا وتقوم القيامة وينمحق الشرّ وأهله. فاحفظ ، يا أخي ، هذا العلم
المخزون والسرّ المكنون الّذي(لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ).
برهان عقلي
|
اعلم أنّ «الحادث» بعد ما لم يكن ، لا بدّ له من مرجّح ؛ لاستحالة
حدوث شيء لا عن سبب. وذلك المرجّح لا بدّ أن يكون حادثا كلّه أو شيء من تمامه ، وإلّا
لدام «الترجيح» فدام «الأثر» ، فلم يكن حادثا وقد فرض حادثا ، هذا خلف. ثم
يعود الكلام إلى مرجّح المرجّح ، فإمّا
|
__________________