«روح اللّه» :(قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّيوَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ)(١).
إشراق عقلي (٢) |
لا شكّ أنّ إرادته أزليّة ، وتخصيص بعض الأشياء بتعلّق الإرادة في أوقاتها المعيّنة الجزئية عند حضور استعداداتها إنّما هو لأجل قصور قابليّاتها عن القبول الأتمّ (٣) ؛ فإذا كانت الإرادة دائمة ف القول واحد والخطاب دائم :(إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)(٤) ، وإنّ المقول (٥) له والمخاطب حادث متجدّد. فكلامه ، الذي هو أمره ، متعلّق بجميع المكوّنات ، أمر التكوين ؛ وهو خطاب بكلمة «كن» ، وهي كلمة وجوديّة. فسمعت أعيان المكوّنات خطابه ودخلت في باب الوجود :(وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ)(٦). |
فمن كان له سمع حقيقي ، يسمع كلام الحقّ وخطابه ؛ وقد ورد عن النبي ـ صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ : «إنّ في أمّتي محدّثين مكلّمين» ؛ وليس هؤلاء «المكلّمين» أنبياء تشريع ورسالة ، لأنّ الرسالة قد انقطعت وأبوابها قد غلّقت (٧) بعد نبيّنا ـ صلى اللّه عليه وآله وسلم. وأيضا ورد عنه ـ عليه السلام ـ : «إنّ للّه عبادا ليسوا بأنبياء يغبطهم النّبيّون» ؛ أي ليسوا بأنبياء تشريع ، هم في الشريعة تابعون (٨) لمحمّد ـ صلى اللّه عليه وآله وسلم.
واعلم أنّ التكلّم الحقيقي ليس من شرطه أن يكون بكسوة الألفاظ والحروف ، ولا تمثّل المتكلّم بصورة شخصيّة ؛ بل إلقاء كلام معنوي إلى قلب مستمع من اللّه :(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ
__________________
(١) سورهء اسراء ، آيهء ٨٥.
(٢) أصل ، مش ٢ : ـ عقلي.
(٣) لك : ـ الأتم.
(٤) سورهء يس ، آيهء ٨٢.
(٥) دا : المعقول.
(٦) سورهء قمر ، آيهء ٥٠.
(٧) لك : أغلقت.
(٨) أصل : نائبون.