ـ صلى اللّه عليه وآله وسلّم ـ بقوله : «بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق» ، لأنّ مكارم الأخلاق محصورة في الحقيقة الجامعة الإنسانية.
لمعة
|
اعلم أنّ جميع الموجودات مظهر لصفات اللّه وآثاره ، على
سبيل الاختلاف في الخفاء والجلاء ، ويؤيّد ذلك ما روى أبو زيد
: «إنّ الكلّ في الكلّ». ورسول اللّه ـ صلى اللّه عليه
وآله وسلّم ـ مظهر لجميع الصفات الإلهيّة ، على سبيل الاستواء ؛ فإذا كان مظهريّته
مستويا ، فيكون كخطّ الاستواء في أقاليم الوجود. فإذا لمع وأشرق نور الحقّ من سماء
الحقيقة ، فلا يكون له عند وصول نور الحقيقة من وسط سماء الدنيا ظلّ ؛ فتحدّس من
ذلك معنى قولهم : «إنّ النبي ـ صلى اللّه عليه وآله وسلّم ـ والوصي ، يرى من خلفه
كما يرى من قبله». فتبصّر من ذلك وكن متأمّلا
في هذا المقال ، ليظهر لك جليّة الحال!
|
تكملة
|
لا شكّ أنّ الاسم الأعظم ينبغي أن يكون معناه مشتملا على
جميع معاني الأسماء الإلهيّة على الإجمال ، وكذا مظهره يجب أن يكون حقيقة «٦» مشتملة
على مجموع حقايق الممكنات التي هي مظاهر. ولا يصلح من الأسماء لهذه «الجمعيّة» إلّا
اسم «اللّه» ، وكذلك «الحيّ القيّوم» ؛ لكنّ الأوّل يصلح بحسب وضع العلمي
، والثاني بحسب اللقبي :(اللَّهُ
لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ).
|
__________________