أنّ وجوده ـ تعالى ـ حقيقة
الوجود فيكون كلّ الوجود
وكلّه الوجود ، فكذلك جميع صفاته الكمالية من ذاته ؛ فعلمه حقيقة العلم ، وقدرته حقيقة
القدرة. وما هذا شأنه يستحيل فيه التعدّد ؛ فعلمه علم بكلّ شيء ، وقدرته قدرة على كلّ
شيء ، وإرادته إرادة
بكلّ شيء :(وَاللَّهُ عَلى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ)
،(لَهُ ما فِي السَّماواتِ
وَما فِي الْأَرْضِ).
ما شاء اللّه كان ، وما لم يشأ لم يكن.
فعلمه قدرته ، وقدرته علمه ، وإرادته
كلاهما ؛ فلا تغاير بين الصفات إلّا في المفهوم. ونعم ما قال بهمنيار في التحصيل :
«واجب الوجود كلّه علم ، كلّه قدرة ، كلّه إرادة.»
وقول أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ : «كمال
التوحيد نفي الصفات عنه»
،
__________________