قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    المظاهر الإلهيّة في أسرار العلوم الكماليّة

    المظاهر الإلهيّة في أسرار العلوم الكماليّة

    المظاهر الإلهيّة في أسرار العلوم الكماليّة

    تحمیل

    المظاهر الإلهيّة في أسرار العلوم الكماليّة

    147/188
    *

    العالم. فالغرض من الأركان حصول النباتات ، ومن النباتات حصول الحيوانات ، ومن الحيوانات حصول الإنسان ، ومن الإنسان حصول الأرواح ، ومن الأرواح [حصول] الأرواح الناطقة ، ومن الأرواح الناطقة حصول خليفة اللّه في الأرض :(إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)(١).

    فالنبيّ لا بدّ أن يكون آخذا من اللّه ومتعلّما من لدنه معطيا لعباده وهاديا لهم ، فهو واسطة بين العالمين ، سمعا من (٢) جانب ولسانا إلى جانب ؛ وهكذا حال سفراء اللّه إلى عباده وشفعائه يوم تناده.

    فلقلب النبي بابان مفتوحان : باب مفتوح إلى عالم الملكوت ، وهو عالم «اللوح المحفوظ» ومنشأ (٣) الملائكة العلميّة والعمليّة ؛ وباب مفتوح إلى القوّة (٤) المدركة ، ليطالع ما في الحواس ليطّلع على سوانح مهمّات الخلق.

    فهذا النبي (٥) يجب أن يلزم الخلائق في شرعه الطاعات والعبادات ليسوقهم بالتعويد عن مقام الحيوانيّة إلى مقام الملكيّة ، فإنّ الأنبياء رؤوس القوافل.

    كشف تنبيهىّ

    في بيان الفرق

    بين النبوّة

    والشريعة والسياسة

    اعلم ، أنّ نسبة «النبوّة» إلى «الشريعة» كنسبة الروح إلى الجسد الذي فيه الروح ، و «السياسة» المجرّدة عن (٦) الشرع كجسد لا روح فيه.

    وقد ظنّ قوم من المتفلسفة أنّه لا فرق بين الشريعة والسياسة ؛ وبيّن أفلاطون الإلهي فساد قولهم في كتاب النواميس ،

    __________________

    (١) سورهء بقره ، آيهء ٣٠.

    (٢) مش ٢ : إلى.

    (٣) چ : عالم.

    (٤) مش ١ : القوى.

    (٥) مش ٢ : التي.

    (٦) آس ، لك ، دا : من.