بأنّ هذا الحديث (١) ونظائره الواردة من أرباب العصمة ـ عليهم السلام ـ في أحوال القيامة وأهوالها حقّ وصدق ؛ ولا تكن كالمتفلسف الجاهل (٢) بأحكام الآخرة وأحوال القيامة ، ينكر (٣) هذا وأمثاله ويقول : إنّي نظرت في (٤) قبر فلان فلم (٥) أر شيئا من تلك الحيّات أصلا.
ولا يعلم هذا العنّين في معرفة اللّه أنّ هذا التنين له صورة غائبة عن هذه الحواس ، إذ مدركاتها مختصّة بما له وضع مادي (٦) بالنسبة إلى محلّ الحسّ الداثر ؛ وليست لهذه الحيّات والعقارب صور خارجة عن ذات الميّت ، لأنّها صور (٧) أخلاقه وأعماله. فصورة التنين كانت مع الكافر المنافق قبل موته أيضا ، متمكّنة من باطنه ، لكن لم يكن شاعرا بهذه الحيّات ورءوسها.
قال بعض العلماء : أصل هذا التنين حبّ الدنيا التي هي «رأس كلّ خطيئة» (٨) ، ويتشعّب منه رؤوس بعدد ما يتشعّب من حبّ الدنيا من الأخلاق (٩) الذميمة ، وذلك بأنّهم (اسْتَحَبُّوا الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ)(١٠) فحقّت عليهم كلمة العذاب (١١).
وممّا يدلّ على تجسّم الأعمال والأخلاق ما قال فيثاغورس (١٢) :
__________________
(١) دا : ـ وتبصّر ... الحديث.
(٢) در مش ٢ صفحات ١٢٧ و ١٢٨ آن افتاده است.
(٣) دا ، لك ، آس ، چ : ينكرون.
(٤) دا : إلى.
(٥) مش ١ ، چ : فلم / بقيه نسخ : لم.
(٦) أصل ، مش ٢ : ـ مادي.
(٧) لك : صورة.
(٨) تضمين حديث : حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة.
(٩) دا ، لك ، مش ١ : أخلاق. «قال الشيخ البهائي رحمه اللّه : قال بعض أصحاب الحال : ولا ينبغي أن يتعجّب من التخصيص بهذا العدد ، فلعل عدد هذه الحيّات بقدر عدد الصفات المذمومة ...» (بحار الأنوار ، ج ٦ ، ص ٢١٩).
(١٠) سورهء نحل ، آيهء ١٠٧.
(١١) اقتباس از : (وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ) (سورهء زمر ، آيهء ٧١).
(١٢) الوصايا الذهبية.