كأنّه آل محمد كما قيل فى : ياسين ، يا محمد يا رجل. وآل محمد : كل من آل إليه بقرابة أو بحسب.
وقال آخرون : آل محمّد كلّ من كان على دينه. كما قال (١) : (أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ) وأجمع النّحويون على أن آل أصله أهل فقلبوا الهاء همزة ، وجعلوها مدّة ، لئلا يجتمع ساكنان ، كما قال ، والدّليل على ذلك : أنّك إذا صغرت آل قلت : أهيل ، ولا يجوز أويل ، ردّوا إلى الأصل ، لا إلى اللّفظ ، وكذلك تفعل / العرب بأكثر المصغرات أن يردوه إلى أصله ، ولا يبقى على لفظه. وربما ترك كقولك فى تصغير عيد : عييد ، ولم يقولوا : عويد ، وأصله الواو ، كما قالوا فى جمعه : أعياد ، ولم يقولوا أعواد ، لئلا يشته بتصغير عود وجمعه ، فاعرفه فإنه حسن جدّا.
على أن الكسائى قد حكى تارة على الأصل ، وتارة على اللّفظ أويلا وأهيلا.
وقرأ الباقون : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) بكسر الألف وإلياس وإن كان جمعا فى اللّفظ فإنه واحد ، وهو إدريس النبى صلىاللهعليهوسلم.
واحتجّ من قرأ بهذه القراءة أنّ فى حرف ابن مسعود (٢) : سلام على إدراسين وإن إدريس لمن المرسلين فقال الحذاق من النّحويين : إن المعروف اسم النبى صلىاللهعليهوسلم إدريس ، وإلياسين وإنما جمع فقيل : إدراسين وإلياسين ؛ لأنه أريد النّبى ومن معه من أهل دينه ، كما يقال المسامعة والمهالبة : يريدون
__________________
(١) سورة غافر : آية : ٤٦.
(٢) معانى القرآن للفراء : ٢ / ٣٩٢ ، وتفسير الطبرى : ٢٣ / ٦٢ والمحتسب : ٢ / ٢٢٣ ، وحجّة أبى زرعة ، ٣٠٣