١١ ـ وقوله تعالى : (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ) [٣١]
قرأ الكسائىّ وحده وأوصينى بالإمالة من أجل الياء ؛ لأنّ الأصل فيه قبل الإضافة أوصى مثل أودى فلمّا أضافه إلى النّفس تركه ممالا.
وأمّا من فتح فقال : إذا قلت : أوصى ثمّ أضافه المتكلم إلى نفسه صارت الألف ياء ، مثل قضى وقضيت وأوصى وأوصيت ، فإذا قلت قضانى ورمانى صارت الياء ألفا فأتبعوا اللّفظ الخطّ ، والكسائىّ جرى على الأصل ؛ لأنّ من خالفه فى (أَوْصانِي) فقد وافقه. قالت إحديهما (١) فى الإمالة.
وحجّة الباقين أنّ (إِحْداهُما) كتب فى المصحف بالياء (وَأَوْصانِي) بالألف.
١٢ ـ وقوله تعالى : (ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِ) [٣٤].
قرأ عاصم وابن عامر (قَوْلَ الْحَقِ) بالنّصب جعل له مصدرا كما تقول : قلت قولا وقلت حقّا ، وقول الحقّ : قول الله تعالى. والعرب تقول : قال زيد قولا وقال قيلا وقال قالا ، فيجعلون الواو ألفا. وكذلك الياء فى العيب والعاب ، وفى حرف أبىّ (٢) ذلك عيسى ابن مريم قال الحقّ.
والباقون يرفعون على تقدير : ذلك عيسى ابن مريم ذلك قول الحقّ مبتدأ وخبرا ، فعيسى قول الله وكلمة الله ، ورسول الله ، وعبد الله ، وروح الله ؛ لأنّه
__________________
(١) سورة القصص : آية : ٢٦ فى الأصل : «وقالت ..».
(٢) قال الحق قراءة ابن مسعود والأعمش فى تفسير الطبرى : ١٦ / ٦٣ والبحر المحيط : ٩ / ١٨٩ ، وقال الله الحق قراءة ابن مسعود فى الكشاف : ٢ / ٥٠٩ ، وقال الحق قراءة طلحة والأعمش فى البحر المحيط ٦ / ١٨٩.