إعدادات
إعراب القراءات السبع وعللها [ ج ١ ]
إعراب القراءات السبع وعللها [ ج ١ ]
المؤلف :الحسين بن أحمد بن خالويه الهمذاني النحوي الشافعي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :مكتبة الخانجي
الصفحات :424
تحمیل
وقرأ الباقون بفتحها ، وهو الاختيار ؛ لإجماع الجميع على قوله تعالى (١) : (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ) ولم يقل : عَسِى. والعرب تقول : عسى زيد أن يقوم ، وأن مع الفعل مصدر ولم يقل عسى القيام ؛ لأن المصدر يدل على الماضي والمستقبل ، فيقول على لفظ الاستقبال ؛ لأن الترجي لا يكون إلا مستقبلا ، فأما قول العرب : «عسى الغوير أبؤسا» (٢) فقال سيبويه (٣) : عسى ها هنا بمعنى كان. وقال أبو عبيد (٤) : الغوير تصغير غار ، وأبؤس جمع بأس ، وكان قوم في غار فتهدم عليهم ، فضربت العرب بذلك مثلا / فقالت : «عسى الغوير» أخفى لنا أبؤسا.
٣٥ ـ وقوله تعالى : (كَيْفَ نُنْشِزُها) [٢٥٩] قرأ أهل الكوفة وابن عامر بالزّاي وضمّ النون.
حدّثنا ابن مجاهد قال : حدّثنا أحمد بن إسحاق قال : حدّثنا شبابة قال : قرأ أبو عمرو : كيف نَنْشُزُها بفتح النون ، ننشز فعل لازم ، والمتعدي منه أنشز ، نحو : جلس زيد وأجلسه غيره.
وقرأ الباقون : (كيف ننشزها) بالرّاء وضم النون ، وجعله أبو عمرو من
__________________
(١) سورة الإسراء : آية : ٨.
(٢) جمهرة الأمثال : ١ / ٥٠ ، وفصل المقال : ٤٢٤ ، ومجمع الأمثال : ٢ / ١٧ ، والمستقصى : ٢ / ١٦١.
(٣) ينظر : الكتاب : ١ / ٢٤ ، ٧٩.
(٤) الأمثال لأبى عبيد : ٣٠٠ ، وغريب الحديث له : ٣ / ٣٢٠ ذكر أبو عبيد ـ رحمهالله ـ ما ذكر المؤلف عنه هنا ثم قال : أخبرنا الكلبىّ بغير هذا قال : الغوير : ماء لكلب معروف يسمى الغوير ، وأحسبه قال : هو ناحية السماوة ، وقال : وهذا المثل إنما تكلمت به الزبّاء ...» وأورد قصتها مع قصير اللّخمى. والقصة مشهورة.