القرآن قبّل الملك بين عينيه». قال بشر : فحدثت بهذا الحديث أحمد ابن حنبل فاستحسنه وقال : لعلّ هذا من محدّث سفيان /. وهكذا يكثر جدّا ، فكذلك اقتصرت على هذا.
وحدّثنى أبو بكر الخلنجيّ (١) إمام الجامع قال : حدثنا الكديميّ قال : حدثنا يحيي بن كثير أبو غسّان العنبريّ قال : حدّثنا سعيد بن عبيد قال : سمعت الحسن يقول : «إنّ هذا القرآن قرأه من الناس نفر ثلاثة : قوم اتخذوه بضاعة ينقلونه من بلد إلى بلد وهؤلاء كثير ، لا كثّرهم الله ، وقوم يراءون به في أعمالهم ، وقوم وجدوا فيه دواء قلوبهم فجعلوه على داء قلوبهم ، وذكّروا به في محاريبهم ، وخنّوا به في برانسهم فبهؤلاء ينال من العدوّ وتستنزل بهم القطرة».
سمعت أبا عمر يقول : خنّوا : بكوا حتى سمع خنينهم ، قال ثعلب : ومنه حديث علي للحسن وقد شاوره في شيء فأشار عليه الحسن أن لا يفعل فأبى عليّ فبكى الحسن إشفاقا ، فقال (٢) : لاتخن خنين الأمة ، ولا بدّ مما لا بدّ. قال ثعلب : فالخنين صوت البكاء من الأنف ، ويقال : الأنف المخنة ، وأنشد (٣) :
بكى جزعا من أن يموت وأجهشت |
|
إليه الجرشّى وارمعلّ خنينها |
* * *
__________________
(١) بفتح الخاء المعجمة واللّام وسكون النّون ، وفى آخره الجيم. هذه النسبة إلى خلنج ، وهو نوع من الخشب ...» (الأنساب : ٥ / ١٦٦)
(٢) النهاية لابن الأثير : ٢ / ٨٥.
(٣) هو لمدرك بن حصن الأسدىّ فى اللسان : (خنن) عن ابن برى رحمهالله. وورد فى اللّسان : (جرش) (حنينها) بالحاء المهملة. ومدرك بن حصن أو حصين فقعسىّ أسدى ، شاعر إسلامى أموى. أخباره فى معجم الشعراء : ٣٠٩ ، ٣٣٣ ، والخزانة : ٣ / ١٨٧.