وقرأ الباقون لكن بغير ألف ، وأجمعوا كلّهم على الوقف بالألف ؛ لأنّها كذلك فى المصحف ، والأصل : لكن أنا هو الله ربّى ، وقد قرأ بذلك الحسن وأبىّ (١) فحذفوا الهمزة اختصارا فصار : لكننا ، ثم أدغموا النون فى النون فالتشديد من جلل ذلك. وكان أبو عمرو يقف فى رواية لكنّه بالهاء (٢) وأنشدنى ابن مجاهد وجماعة (٣) :
وترميننى بالطّرف أى أنت مذنب |
|
وتقليننى لكنّ إيّاك لا أقلى |
١٢ ـ وقوله تعالى : (مِرْفَقاً) [١٦].
فقرأ نافع وابن عامر مَرفقا بفتح الميم وكسر الفاء.
وقرأ الباقون : (مِرْفَقاً) بكسر الميم.
فاختلف النّحويون فى ذلك ، فقال بعضهم : هما لغتان (٤).
وقال آخرون (٥) : المرفق : ما ارتفقت به ، والمرفق مرفق اليد ، والاختيار فى اليد وفى كل ما ارتفقت له (المرفق) بكسر الميم ، والجمع المرافق من
__________________
(١) ومثلهما قرأ ابن مسعود رضى الله عنهم : البحر المحيط : ٦ / ١٢٨.
(٢) الكشاف : ٢ / ٤٨٥ ، والبحر المحيط : ٦ / ١٢٨.
(٣) لم ينسب إلى قائل معين ، وهو من شواهد المفصل : ١٤٧ ، وشرح أبياته (إثبات المحصل) ورقة : ١٩٠ ، والمغنى : ٦٩ ، ٤١٣ ، وشرح شواهده : ٨٣ ، وشرح أبياته ٢ / ١٤١ ، ٥ / ١٨٦ ، ٦ / ٢٣٢ ، والجنى الدانى : ٢٣٣ ، والهمع : ٢ / ٧١ ، والخزانة : ٤ / ٤٩٠.
(٤) معانى القرآن للفراء : ٢ / ١٣٧ ، ومعانى الزجاج : ٣ / ٢٧٣ عن قطرب وغيره.
(٥) المصدران السابقان والمجاز لأبى عبيدة : ١ / ٣٩٥. قال الزجاج : «يقال : هو مرفق اليد بكسر الميم وفتح الفاء ، وكذلك مرفق الأمر مثل مرفق اليد سواء قال الأصمعيّ : لا أعرف غير هذا».