بلغت نسيء العنبرىّ كأنّما |
|
ترى بنسىء العنبرىّ جنى النّحل |
فأمّا (النّسيء) بإسكان السّين فقيل : الخمر / فيمن همز (١) ، وقيل : هى ما ينسى العقل لمن لم يهمز.
٧ ـ وقوله تعالى : (يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا) [٣٧].
قرأ حمزة والكسائى نُضِلُّ. وحفص عن عاصم أيضا بضمّ الياء وفتح الضاد ، واحتجوا بقراءة ابن مسعود ، وهو قرأها كذلك ، وبقوله تعالى : (زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ) على ما لم يسم فاعله.
__________________
ـ بنى مالك لا صدق عند مجاشع |
|
ولكنّ حظا من فياش على دخل |
وقد زعما أن الفرزدق حية |
|
وما قتل الحيات من أحد قبلى |
ومنها :
ولما دعوت العنبرى ببلدة |
|
إلى غير ماء لا قريب ولا أهل |
ظللت ظلال السامرى وقومه |
|
دعاهم فظلّوا عاكفين على عجل |
فلما رأى أن الصحارى دونه |
|
ومعتلج الأنقاء من نبج الرمل |
بلغت نسىء العنبرى |
|
............................. |
(١) ذكر ذلك المؤلف ـ ابن خالويه ـ فى فصل ذكر فيه بعض أسماء الخمر فى شرحه لمقصورة ابن دريد : ٥٣٨. كما ذكره الإمام المحدث أبو الخطاب عمر بن دحبة فى كتابه تنبييه البصائر فى أسماء أم الكبائر : قال : «النّسىء وإنما سمى نسأ لتأخرها فى الدن حتى تطيب ، ومن هنا قيل للمرأة نسىء ، وهو من التأخير ...» وأنشد أبياتا لعروة بن الورد فى [ديوانه : ٥٥ ـ ٦٠] وفيها :
سقونى النّسىء ثم تكنّفونى |
|
عداة الله من كذب وزور |
قال : «ويروى : (سقونى الخمر) كأن الراوى فسر النسىء بالخمر ، وهكذا قرأته على الأستاذ النحوىّ أبى القاسم السّهيلىّ. وقرأت فى جمع الإمام اللّغوى أبى الحسين أحمد بن فارس على إصلاح ما ذكره الإمام أبو عبيد فى (الغريب المصنف) : وعلماؤنا يقولون هذا خطأ ، إنما هو النسى بغير همز ، أى ما أنسى العقل».