وقرأ نافع بعذاب بِيس بكسر الباء بغير همز ، وينشد :
لم ترو حتّى بلّت الدّبيسا (١) |
|
ولقى الّذى أدّاه (٢) أمرا بيّسا |
وقرأ ابن عامر مثل نافع إلا أنه يهمز بِيْس بهمزة ساكنة ، وروى خارجة عن نافع بعذاب بَيْس بفتح الباء مثل بيت ، وروى أبو عبيدة عن عبيد عن شبل عن ابن كثير : بعذاب بِئيس كسر الباء مثل نافع ، إلا أنّه يمدّه.
وروى حفص عن عاصم : / (بِعَذابٍ بَئِيسٍ) على فعيل بكسر العين.
وروى أبو بكر عنه : بَيْئَس على فيعل بفتح الهمزة وهو الاختيار مثل صيرف وصيقل. فهذه سبع قراءات عن السّبعة فى هذه الحروف.
وفيها ثلاث قراءات عن غير السّبعة :
قرأ الحسن : (٣) بعذاب بئسَ كما تقول : بئس ما صنعت.
وقرأ طلحة بن مصرّف : (٤) بعذاب بَئِس مثل فخذ.
وقرأ نصر بن عاصم (٥) : بعذاب بَيَس بفتح الباء والياء مثل حمل فتلك عشر قراءات فعيل وفيعل وفعل وفعل مهموز وفعل غير مهموز وفعل بفتح السين وفعيل مثل شعير وبعير ، وفعل وفعل وفعل.
فأمّا تفسير هذه الآية فإن أبا بكر محمد بن القاسم الأنبارىّ رحمهالله حدّثنى قال : حدّثنى عبد الله بن محمد ، قال : حدّثنا يوسف بن موسى ، قال : حدّثنا يحيى بن سليمان الطّائفىّ عن ابن جريج عن عكرمة قال : دخلت على ابن عبّاس وهو ينظر فى المصحف ـ قبل أن يذهب بصره ـ ويبكى فقلت :
__________________
(١) (١ ـ ١) كذا قرأتها والله أعلم.
(٢) (١ ـ ١) كذا قرأتها والله أعلم.
(٣) البحر المحيط : ٤ / ٤١٢.
(٤) المصدر نفسه.
(٥) المصدر نفسه.