وجلّ الملائكة كلّهم والمهتدين من الإنس والجنّ ومنعه الكفّار من الطائفتين والفاسقين فيما فسقوا فيه ولو أعطاهم إيّاه تعالى لما كفروا ولا فسقوا (ح ، ف ٣ ، ٤٤ ، ١٩)
ـ إنّ الهدى الواجب على النبيّ صلىاللهعليهوسلم هو الدلالة وتعليم الدين ، وهو غير الهدى الذي ليس هو عليه وإنّما هو لله تعالى وحده (ح ، ف ٣ ، ٤٦ ، ٦)
ـ قال عزوجل : (مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) (الأعراف : ١٧٨). واعلم أنّ الهدى في هذه الآي لا يتّجه حمله إلّا على خلق الإيمان ، وكذلك لا يتّجه حمل الإضلال على غير خلق الضلال (ج ، ش ، ١٩٠ ، ٦)
ـ معنى ـ هدى من ربهم ـ أي منحوه من عنده وأوتوه من قبله ، وهو اللطف والتوفيق الذي اعتضدوا به على أعمال الخير والترقي إلى الأفضل فالأفضل (ز ، ك ١ ، ١٤٤ ، ٢)
ـ إنّ الهدى هدى الله من شاء أن يلطف به حتى يسلم أو يزيد ثباته على الإسلام كان ذلك ولم ينفع كيدكم وحيلكم وزيكم تصديقكم عن المسلمين والمشركين ، وكذلك قوله تعالى (قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) (آل عمران : ٧٣) يريد الهداية والتوفيق (ز ، ك ١ ، ٤٣٧ ، ٩)
ـ قرئ إلّا أن يهدي من هداه ، وهداه للمبالغة ، ومنه قولهم تهدى ، ومعناه : أنّ الله وحده هو الذي يهدي للحق بما ركّب في المكلّفين من العقول وأعطاهم من التمكين للنظر في الأدلّة التي نصبها لهم ، وبما لطف بهم ووفقهم وألهمهم وأخطر ببالهم ، ووقفهم على الشرائع ، فهل من شركائكم الذين جعلتم أندادا لله أحد من أشرافهم كالملائكة والمسيح وعزير يهدي إلى الحق مثل هداية الله (ز ، ك ٢ ، ٢٣٧ ، ٧)
ـ (وَهُدىً) (البقرة : ٩٧) أي وفقه لحفظه التوبة وغيره من أسباب العصمة والتقوى (ز ، ك ٢ ، ٥٥٧ ، ٢١)
ـ معنى الإضلال والهدى : أي مثل ذلك المذكور من الإضلال والهدى يضلّ الكافرين ويهدي المؤمنين : يعني يفعل فعلا حسنا مبينا على الحكمة والصواب ، فيراه المؤمنون حكمة ويذعنون له لاعتقادهم أنّ أفعال الله كلّها حسنة وحكمة فيزيدهم إيمانا ، وينكره الكافرون ويشكون فيه فيزيدهم كفرا وضلالا (ز ، ك ٤ ، ١٨٥ ، ١٨)
ـ العدلية : وقد هدى الله كل مكلّف إلى الدين ، أي دلّه وبيّن له. المجبرة : لا يهدي الكفّار. قلنا : هدى فلم يقبلوا (م ، ق ، ١٠٠ ، ٢٥)
ـ اعلم أنّ الهدى بمعنى الدعاء إلى الخير ... وبمعنى الحكم والتسمية. قال الشاعر : ما زال يهدي قومه ويضلّنا جهرا وينسبنا إلى الفجّار فيجوز. أن يقال (إنّ الله لا يهدي القوم الظالمين) بمعنى لا يزيدهم بصيرة كما لم يتبصّروا ، أو لا يثبتهم أو لا يحكم لهم بالهدى أو لا يسمّيهم به. العدليّة : لا بمعنى أنّه لا يدعوهم إلى الخير خلافا للمجبرة (ق ، س ، ١١٢ ، ١٤)
هدي
ـ فحصل من هذه الجملة أنّه تعالى يهدي ، بمعنى : الدلالة والبيان. وذلك عامّ في كل مكلّف ، لأنّه كما عمّهم بالتكليف فلا بدّ أن يعمّهم بما يدلّ عليه ، وإلّا كان تكليفا بما لا يمكن أن يفعل (ق ، م ١ ، ٦٤ ، ١٦)