كالصحّة والسلامة وما أشبههما ، وأنّها غير موصوفة بشيء من صفات الجواهر والأجسام (ش ، ق ، ٣٣٧ ، ٩)
ـ حكى" زرقان" عن" أبي الهذيل" و" معمّر" أنّهما ثبّتا الحواسّ الخمس أعراضا غير البدن ، وأنّهما ثبّتا النفس عرضا غيرها وغير البدن (ش ، ق ، ٣٣٩ ، ٢)
ـ قال جالينوس وأبو الهذيل محمد ابن الهذيل العلّاف النفس عرض من الأعراض ثم اختلفا ، فقال جالينوس هي مزاج مجتمع متولّد من تركيب أخلاط الجسد ، وقال أبو الهذيل هي عرض كسائر أعراض الجسم (ح ، ف ٥ ، ٧٤ ، ٦)
ـ قالت طائفة النفس جوهر ليست جسما ولا عرضا ولا لها طول ولا عرض ولا عمق ولا هي في مكان ولا تتجزّأ ، وأنّها هي الفعّالة المدبّرة ، وهي الإنسان ، وهو قول بعض الأوائل وبه يقول معمّر بن عمر والعطّار أحد شيوخ المعتزلة (ح ، ف ٥ ، ٧٤ ، ٩)
ـ ذهب سائر أهل الإسلام والملل المقرّة بالميعاد إلى أنّ النفس جسم طويل عريض عميق ذات مكان عاقلة مميّزة مصرفة للجسد (ح ، ف ٥ ، ٧٤ ، ١٢)
ـ قال أبو محمد ... النفس والروح اسمان مترادفان لمسمّى واحد ومعناهما واحد (ح ، ف ٥ ، ٧٤ ، ١٤)
ـ إنّ الحركة قسمان حركة اضطرار وحركة اختيار ، فحركة الاضطرار هي حركة كل جسم غير النفس هذا ما لا يشكّ فيه فبقيت حركة الاختيار وهي موجودة يقينا ، وليس في العالم شيء متحرّك بها حاشا النفس فقط ، فصحّ أنّ النفس هي المتحرّكة بها ، فصحّ ضرورة أنّ للنفس حركة اختياريّة معلومة بلا شكّ ، وإذ لا شكّ في أنّ كل متحرّك فهو جسم وقد صحّ أنّ النفس متحرّكة فالنفس جسم ، فهذا هو البرهان الضروريّ التام الصحيح (ح ، ف ٥ ، ٨٦ ، ١٨)
ـ لفظ النفس في حق الله تعالى ليس إلّا الذات والحقيقة ، فقوله (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) (طه : ٤١) كالتأكيد الدالّ على مزيد المبالغة ، فإنّ الإنسان إذا قال جعلت هذه الدار لنفسي وعمّرتها لنفسي فهم منه المبالغة (ف ، س ، ١١٥ ، ١٠)
نفع
ـ قال أكثر المعتزلة أنّ الله هدى الكافرين فلم يهتدوا ونفعهم بأن قوّاهم على الطاعة فلم ينتفعوا وأصلحهم فلم يصلحوا. وقال قائلون : لا نقول إنّ الله هدى الكافرين على وجه من الوجوه بأن بيّن لهم ودلّهم لأنّ بيان الله ودعاءه هدى لمن قبل دون من لم يقبل ، كما أنّ دعاء إبليس [اضلال] لمن قبل دون من لم يقبل (ش ، ق ، ٢٦٠ ، ١)
ـ إنّا كما نشرط في النفع أن يكون موفيا على المضرّة ، فإنّا نشرط فيه أن يكون معلوما لتحمل المضرّة ، وأن يكون متحمّلا لها لأجله ، وأن ينظر في ذلك النفع ؛ فإن كان تخرج به المضرّة من أن يكون ظلما وعبثا جميعا ، لم يطلب في حسنها سواه ، نحو ما نفعله في أنفسنا من المضارّ لأجل الأرباح وغيرها ، وإن لم يخرج بذلك النفع فيه من أن يكون عبثا. والواجب أن يثبت فيه نفع أحسن ليخرج به من كونه عبثا ، على ما ذكرناه في إلزامنا الأجير العمل المتعب لأجل دينار يعطيه أنّه لا بدّ من أن يكون فيما يستعمله فيه نفع لكي يخرج به من كونه عبثا.