بليد
ـ إنّ شيخنا أبا علي ، رحمهالله ، يقول في البليد : إنّ بلادته تقتضي تعذّر النظر المولّد للعلم بفروع الكلام منه ، لا لأنّه يفصل بين النظر الواقع منه ومن الذكي ، لكن لأنّه إذا كان بليدا لم يحصل له العلم بأدلّة فروع الكلام ولم يتخلّص له ذلك ، كما نعرف في السريع الفهم. فلا يصحّ أن يقدح بذلك في قوله (ق ، غ ١٢ ، ١٤٩ ، ١٩)
ـ أمّا شيخنا أبو هاشم ، رحمهالله ، فإنّه يقول في البليد : إنّ النظر يصحّ منه ، لكنه يشقّ عليه ويصعب ويحتاج إلى طول الوقت ليقف على طريقة النظر فيه فيولّد نظره العلم. ويقول : إذا صحّ اختلاف أحوال العقلاء في استبدال العلوم الضرورية ، فغير ممتنع أن يفصل تعالى بين أحوالهم في السرعة والبطء وإن لم يمتنع تساويها في ذلك في بعض الأحوال. ولا يمتنع أن لا يوقف على العلّة التي لها صار البليد يصعب عليه استحضار العلوم والوقوف على طرائق النظر. وكل ذلك لا يؤثّر في صحّة النظر وتوليده العلم ، كما لا يؤثّر اختلاف أحوال الرماة في أنّ الرمي يولّد الإصابة (ق ، غ ١٢ ، ١٥٠ ، ٥)
بما هو
ـ إنّ السؤال بما هو الشيء غير السؤال بكيف هو الشيء وإنّ المسئول عنه بإحدى اللفظتين المذكورتين غير المسئول عنه بالأخرى ، وإنّ الجواب عن إحداهما غير الجواب عن الأخرى ، وبيان ذلك أنّ السؤال بما هو إنّما هو سؤال عن ذاته واسمه ، وأنّ السؤال بكيف هو إنّما هو سؤال عن حاله وأعراضه وهذا لا يجوز أن يوصف به الباري تعالى (ح ، ف ٢ ، ١٧٥ ، ١٤)
بنوة
ـ بيّن شيوخنا ، رحمهمالله ، أنّ البنوّة في الحقيقة لا تصحّ إلّا في من ولد منه على الوجه المعقول ، وعلى جهة المجاز لا تستعمل إلّا في من يجري مجرى ابنه بأن يكون من الآدميين. وبيّنوا أن طريق المجاز لا يصحّ في القديم تعالى (ق ، غ ٥ ، ١٠٩ ، ٧)