أصحاب الإلهام
ـ أمّا أصحاب الإلهام الذين يقولون بأنّه تعالى يبتدئ بخلق المعارف في القلوب ، وأنّ الحق لا يدرك إلّا بهذا الوجه ، وينفون النظر والاستدلال أيضا ، فقد بيّنا في أول الكتاب فساد قولهم (ق ، غ ١٢ ، ٣٤٣ ، ١٨)
أصحاب الإلهام والاضطرار والطبع
ـ قول أصحاب الإلهام والاضطرار والطبع ، أنّهم أجمع يثبتون النظر ، لكنّهم يقولون : إنّ الذي يقع عنده هو الظنّ ، أو أنّ ما يوجد عنده ليس من فعل الناظر ، بل هو من فعله ، تعالى ، أو واقع بالطبع (ق ، غ ١٢ ، ٩٦ ، ٦)
أصحاب التجاهل
ـ قد حكى أبو عثمان الجاحظ ، رحمهالله ، وغيره ، أنّ فرقة من أصحاب التجاهل زعمت أنّ لا حقيقة للأشياء في نفسها وحقيقتها. عند كل أحد ما يعتقده. وهذا كالخلّ الذي يحيا فيه دوده ، فإن طرح في غيره مات ؛ وكالعسل الذي يجده المعتدل المزاج حلوّا ، وصاحب المرة الصفراء يجده مرّا ، فهو حلو مرّة ، (ومرّ مرّة) ، متى أضيف إليهما. قالوا : وذلك كالاستحسان والاستقباح ، لأنّ زيدا يستحسن الحادثة ، ويستقبحها عمرو ، ويريدها أحدهما ، ويكرهها الآخر ، ويشتهيها أحدهما ، وينفر طبع الآخر عنها. فكذلك يجب إذا اعتقد أحدهما أنّ العالم قديم ، والآخر أنّه محدث ، أن تكون حقيقته أن يكون قديما ومحدثا بالإضافة إليهما (ق ، غ ١٢ ، ٤٧ ، ٤)
أصحاب الحديث
ـ أصحاب الحديث : وهم أهل الحجاز ، هم أصحاب مالك بن أنس ، وأصحاب محمد بن إدريس الشافعي ، وأصحاب سفيان الثوري ، وأصحاب أحمد بن حنبل ، وأصحاب داود بن علي بن محمد الأصفهاني ، وإنّما سمّوا أصحاب الحديث لأنّ عنايتهم بتحصيل الأحاديث ونقل الأخبار وبناء الأحكام على النصوص ، ولا يرجعون إلى القياس الجليّ والخفيّ ما وجدوا خبرا أو أثرا (ش ، م ١ ، ٢٠٦ ، ١٤)
أصحاب الرأي
ـ أصحاب الرأي : وهم أهل العراق ؛ هم أصحاب أبي حنيفة النعمان بن ثابت. ومن أصحابه : محمد ابن الحسن ، وأبو يوسف يعقوب بن ابراهيم بن محمد القاضي ، وزفر بن الهذيل ، والحسن بن زياد اللؤلؤي ، وابن سماعة ، وعافية القاضي ، وأبو مطيع البلخي ، وبشر المريسي. وإنّما سمّوا أصحاب الرأي ، لأنّ أكثر عنايتهم بتحصيل وجه القياس ، والمعنى المستنبط من الأحكام ، وبناء الحوادث عليها ، وربما يقدّمون القياس الجلي على آحاد الأخبار. وقد قال أبو حنيفة : علمنا هذا رأي أحسن ما قدرنا عليه ، فمن قدر على غير ذلك فله ما رأى ، ولنا ما رأينا (ش ، م ١ ، ٢٠٧ ، ٨)
أصحاب الشمال
ـ قال أصحابنا إنّ الناس في الآخرة ثلاثة أصناف : سابقون مقرّبون وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال. فالسابقون هم الذين يدخلون الجنّة بلا حساب ، منهم الأنبياء عليهمالسلام ومنهم من يدخل الجنّة من