ومعنى (أَوْ) فى قوله : (أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) معنى : «حتّى» و «إلّا أن». (١)
قال الفرّاء : ومثل هذا من الكلام : لألزمنّك أو تعطينى حقّى ، على معنى : (إلّا أن) (٢) تعطينى (حقّى) (٢) ، وحتّى تعطينى (٣).
ولمّا نفى الأمر عن نبيّه ذكر أنّ جميع الأمر له فقال :
١٢٩ ـ (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ)
قال ابن عباس : الذّنب العظيم للموحّدين.
(وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) قال : يريد المشركين على الذّنب الصّغير (وَاللهُ غَفُورٌ) لأوليائه (رَحِيمٌ) بهم.
١٣٠ ـ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً)
قال المفسّرون : هو أنّهم كانوا يزيدون على المال ، ويؤخّرون الأجل ، كلّما أخّر (الأجل) (٤) إلى غيره زيد زيادة.
قال مجاهد : يعنى ربا الجاهليّة (٥).
(وَاتَّقُوا اللهَ) بطاعته (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) : لكى تسعدوا وتبقوا فى الجنّة.
قال الزّجاج : «المفلح» : الّذى أدرك ما أملّ من الخير (٦).
١٣١ ـ قوله : (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ)
قال ابن عبّاس : يهدّد المؤمنين إن استحلّوا ما حرّم الله عليهم من الرّبا وغيره ، ممّا أوجب الله فيه النّار.
__________________
(١) ج : «وإلى أن». انظر (معانى القرآن للنحاس ١ : ٤٧٤) و (تفسير القرطبى ٤ : ١٩٩).
(٢) الإثبات عن أ ، ج.
(٣) (معانى القرآن للفراء ١ : ٢٣٤) وبيانه فى (معانى القرآن وإعرابه للزجاج ١ : ٤٨٠).
(٤) ج : «عن أجل».
(٥) بيانه كما قال مجاهد : كانوا يبيعون البيع إلى أجل ، فإذا حل الأجل زادوا فى الثمن على أن يؤخروا ؛ فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً) (تفسير الطبرى ٤ : ٩٠) و (تفسير ابن كثير ٢ : ٩٨) و (معانى القرآن للنحاس ١ : ٤٧٤) و (الدر المنثور ٢ : ٧١) و (أسباب النزول للسيوطى ٤٢ ـ ٤٣).
(٦) انظر ما تقدم من الكتاب (١ : ٣٤) و (معانى القرآن للزجاج ١ : ٤٨١) و (اللسان ـ مادة : فلح) و (معانى القرآن للنحاس ١ : ٤٧٥).