عليه حكم [أحد من](١) العباد ؛ يؤكّد هذا أنّ الحسن قال : (بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ) : أى إلى السّماء ، كما قال : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ)(٢) وكانت الهجرة إلى المدينة.
(وَكانَ اللهُ عَزِيزاً) فى اقتداره على نجاة من يشاء من عباده (حَكِيماً) فى تدبيره فى نجاة عيسى.
١٥٩ ـ قوله جلّ جلاله : (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ)
قال الزّجّاج : المعنى وما منهم أحد إلّا ليؤمننّ به : أى بعيسى قبل موت عيسى ؛ وذلك عند نزوله من السّماء فى آخر الزّمان ، لا يبقى أحد من أهل الكتاب إلّا آمن به (٣) ، حتّى تكون الملّة واحدة ملّة الإسلام.
قال عطاء عن ابن عبّاس : إذا نزل عيسى إلى الأرض لا يبقى يهودىّ ولا نصرانىّ ولا أحد ممّن يعبد غير الله إلّا آمن به وصدّقه ، وشهد أنّه روح الله وكلمته وعبده ونبيّه ، وهذا قول الحسن وقتادة وسعيد بن جبير (٤).
أخبرنا محمد بن إبراهيم الفارسىّ ، أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى الثّورىّ (٥) ، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، أخبرنا مسلم ، حدّثنا عبد بن حميد ، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدّثنا أبى ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيّب الصّوفىّ : أنّه سمع أبا هريرة يقول :
قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «والّذى نفسى بيده ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم ـ صلوات الله عليهما ـ حكما مقسطا ، فيكسر الصّليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع (٦) الجزية ، ((٧) ويفيض (٧)) المال ، حتّى لا يقبله أحد» ، ثمّ
__________________
(١) ما بين الحاصرتين إضافة عن (الوجيز للواحدى ١ : ١٨٤).
(٢) سورة النساء : ١٠٠.
(٣) قال الواحدى : «ولا ينفعه حينئذ إيمانه ؛ [لانقطاع وقت التكليف]» (الوجيز للواحدى ١ : ١٨٤).
(٤) وأبى مالك وابن زيد ، واختاره الطبرى. انظر (تفسير الطبرى ٩ : ٣٧٩) وما بعدها.
(٥) قال الحضرمى : «وقع فى سند حديث : أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى الثورى ، هكذا فى النسخ كلها ؛ وهو أبو أحمد الجلودى ؛ من رواة كتاب مسلم ، والمعروف أنه الجلودى ـ بضم الجيم ـ فيما ذكر القاضى عياض فى كتاب «المشارق» من تصنيفه. قال : وليس من الجلودى المنسوب إلى جلود ، قرية من قرى أفريقية ـ بفتح الجيم ـ فى شىء ، قلت : وأما «الثورى» فليس بمعروف فى نسبه ، اللهم إلا أن يكون الراوى نسبه إلى مذهبه فله وجه ؛ لأنه كان ينتحل مذهب سفيان الثورى ـ رحمهالله» (عمدة القوى والضعيف ـ الورقة ٩ / ظ).
(٦) حاشية ج : «: أى يضعها عنهم ؛ أى لا يقبل منهم إلا الإسلام ، ولا يرضى بالجزية».
(٧ ـ ٧) ب : «ويقبض» (تحريف).