ساق (١) ؛ ومنه قوله تعالى : (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ)(٢).
واختلفوا فى «الشّجرة التى نهى آدم عنها» : فقال ابن عباس وعطية ووهب وقتادة : إنّها السّنبلة. وقال ابن مسعود والسّدّىّ : هى الكرم. وقال ابن جريج : إنّها التّين (٣).
وقوله : (فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ)
أى : من العاصين الّذين وضعوا أمر الله فى غير موضعه.
وأصل «الظّلم» : وضع الشّىء فى غير موضعه. ومن أمثال العرب : «من أشبه أباه فما ظلم» (٤) قال : الأصمعىّ : أى : ما وضع الشّبه غير موضعه.
٣٦ ـ قوله تعالى : (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها)
أى : نحّاهما وبعّدهما. يقال : زلّت قدمه زللا وزليلا ؛ إذا لم تثبت ؛ وأزلّها صاحبها ؛ إذا حملها على الزّلل.
وقرأ حمزة : (فأزالهما) (٥). يقال : زال عن مكانه ، وأزاله غيره. ونسب الفعل إلى الشّيطان ؛ لأن زوالهما عنها إنّما كان بتزيينه وتسويله ، فلمّا كان ذلك منه بسبب أسند الفعل إليه (٦).
قوله : (فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ) أى : من الرّتبة والمنزلة ولين العيش.
__________________
(١) أ ، ب : «ما ليس على ساق». (تفسير الطبرى ١ : ٥١٦ ، ٢٧ : ١١٧) و (مجاز القرآن لأبى عبيدة ٢ : ٣٤٢).
(٢) سورة الرحمن : ٦.
(٣) انظر (تفسير الطبرى ١ : ٥١٦ ـ ٥٢١).
(٤) انظر (اللسان ـ مادة : ظلم).
(٥) بألف بعد الزاى مخففة اللام ـ ، وافقه الأعمش. أى : صرفهما أو نحاهما. والباقون بغير ألف مشددا. أى : أوقعهما فى الزلة. ويحتمل أن يكون من زل عن المكان ؛ إذا تنحى ، فيتحدان فى المعنى. (إتحاف البشر ١٣٤) وقال ابن جرير : «وأولى القراءتين بالصواب قراءة من قرأ : (فَأَزَلَّهُمَا)» (تفسير الطبرى ١ : ٥٢٤ ـ ٥٢٥).
(٦) أ ، ب : «فلما كان ذلك منه نسب الفعل إليه».