وقصد إلى السّماء ؛ كما تقول : فرغ الأمير من بلد كذا و «كذا» (١) ، ثم استوى إلى بلد كذا ؛ معناه : قصد بالاستواء إليه ، قال : وقول ابن عبّاس (اسْتَوى إِلَى السَّماءِ) أى : صعد (٢). معناه : صعد أمره إلى السّماء.
وحكى أهل اللغة : أنّ العرب تقول : كان الأمير يدبّر أهل الشّام ، ثم استوى (٣) إلى أهل الحجاز ؛ أى : تحوّل فعله وتدبيره إليهم (٤).
وقوله : (فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ)
«التّسوية» : جعل الشيئين أو الأشياء (٥) على استواء ؛ يقال : سوّيت الشّيئين فاستويا ؛ وجمع الكناية فى (فَسَوَّاهُنَّ) ، لأنه أراد بالسّماء : جمع سماءة ، أو سماوة ، على ما ذكرنا (٦).
وجائز أن تعود الكناية إلى أجزاء السّماء ونواحيها ؛ فالمعنى : جعلهنّ سبع سماوات مستويات ، بلا فطور ولا أمت (٧).
(وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ؛) إذ بالعلم يصحّ الفعل المحكم ، فأفعاله تدلّ على علمه.
٣٠ ـ وقوله تعالى : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ ...) الآية.
قال أبو عبيدة : «إذ» ـ هاهنا ـ زائدة معناه : وقال ربّك للملائكة (٨).
وأنكر الزّجّاج وغيره : هذا القول ، وقالوا : إنّ الحرف إذا أفاد معنى صحيحا
__________________
(١) الزيادة عن أ ، ب.
(٢) (معانى القرآن للفراء ١ : ٢٥) و (تفسير القرطبى ١ : ٢٥٤) وهو بدون عزو فى (تفسير ابن كثير ١ : ٩٧)
(٣) أ ، ب : «فاستوى».
(٤) أ ، ب : «أى : يجعل فعله ...» تحريف. كما فى (تفسير الطبرى ١ : ٤٢٨ ـ ٤٢٩).
(٥) أ ، ب : «جعل الشىء والأشياء».
(٦) انظر فيما تقدم صفحة (٤٩) عند معنى الآية ١٩ من هذه السورة.
(٧) حاشية ج : «قوله : «ولا أمت» أى : بلا شقوق ولا نتوء ، أى : مرتفع بعضه على بعض ...».
(٨) كما فى (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٣٥) وابن قتيبة ـ أيضا فى (تفسير البحر المحيط ١ : ١٣٩) وبدون عزو فى (تفسير الطبرى ١ : ٤٣٩).