أن يشذّ بصره إلى شىء ، أو يلتفت ، أو يقلّب الحصى ، أو يعبث بشيء ، أو يحدّث نفسه بشيء من الدّنيا إلّا ناسيا ما دام فى صلاته (١).
٢٣٩ ـ قوله : (فَإِنْ خِفْتُمْ) يعنى : عدوّا أو سبعا ، وما الأغلب من شأنه الهلاك (٢) ؛ (فَرِجالاً) جمع : راجل ، مثل : تاجر وتجار ، وصاحب ، وصحاب ، (أَوْ رُكْباناً) جمع : راكب مثل : فارس وفرسان.
ومعنى الآية : فإن لم يمكنكم أن تصلّوا قانتين موفّين للصّلاة حقّها فصلّوا مشاة على أرجلكم ، وركبانا على ظهور دوابّكم ؛ وهذا فى حال المسايفة (٣) والمطاردة.
وقوله : (فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ :) فصلّوا الصّلوات الخمس تامّة بحقوقها (٤) ، (كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) يريد : كما افترض عليكم فى مواقيتها.
٢٤٠ ـ قوله : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ)
قال المفسّرون : كان فى ابتداء الإسلام إذا مات الرجل لم يكن لامرأته فى الميراث (٥) شىء إلّا السّكنى والنّفقة سنة (٦) ، ما لم تخرج من بيت زوجها ؛ وكان المتوفّى يوصى بذلك لها ؛ فإن خرجت من بيت زوجها لم يكن لها نفقة ؛ وكان الحول واجبا عليها فى الصّبر عن التزوّج (٧) ؛ ثم نسخت هذه الآية بالرّبع والثّمن (٨) ، وتقدير عدّة الوفاة
__________________
(١) ب : «أن يمد». انظر (تفسير الكشاف ١ : ٢٧٣) و (الفخر الرازى ٢ : ٢٩٢) وفى حاشية ج : ، «يشذ ، أى ينفرد».
(٢) ب : «أو ما الأغلب .. إهلاكه».
(٣) أ ، ب : «المسابقة». كما فى (الوجيز للواحدى ١ : ٦٧ (وحاء فى (تفسير الكشاف ١ : ٢٧٣) «عن «عن أبى حنيفة رحمهالله : لا يصلون فى حالة المشى والمسايفة ما لم يمكن الوقوف» وفى (اللسان ـ مادة : سيف :) «استاف القوم وتسايفوا : تضاربوا بالسيوف».
(٤) ب : «حقوقها».
(٥) ب : «من الميراث».
(٦) ب : «لسنة».
(٧) أ ، ب : «عن التزويج».
(٨) يشير بهذا إلى قوله تعالى فى سورة النساء ، آية ١٢ : (وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ).