اختلفوا فيها ؛ فقال معاذ وابن عباس وابن عمر وعلىّ وطاوس وعكرمة ومجاهد : هى صلاة الفجر (١) ؛ وهو اختيار «مالك» (٢) والشّافعىّ ـ رضى الله عنهما ـ لأنّهما وسطت فكانت بين اللّيل والنّهار تصلّى فى سواد من اللّيل وبياض من النّهار ؛ وهى أكثر صلاة (٣) تفوت النّاس ، ولأنّها بين صلاتى ليل وصلاتى (٤) نهار.
وقال زيد بن ثابت وأسامة بن زيد وأبو سعيد الخدرىّ وعائشة : إنّها الظّهر ، لأنّها وسط النّهار (٥).
وقال ابن مسعود وأبو هريرة والنّخعىّ وقتادة والحسن والضّحّاك والكلبىّ ومقاتل : إنّها العصر (٦) ، وروى ذلك مرفوعا (٧) ، ولأنّها بين صلاتى نهار وصلاتى ليل.
وقال قبيصة بن ذؤيب : إنّها المغرب (٨) ، لأنّها وسط فى الطّول والقصر من بين الصّلوات (٩).
وحكى الشيخ الإمام أبو الطيّب سهل بن محمد عن بعضهم : إنها صلاة العشاء الآخرة (١٠) ، لأنّها بين صلاتين لا تقصران ، فهى الوسطى بينهما.
__________________
(١) كما فى (تفسير الطبرى ٥ : ١٦٧) و (تفسير ابن كثير ١ : ٤٢٧ ـ ٤٢٨) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٧٣) و (البحر المحيط ٢ : ٢٤٠ ـ ٢٤١).
(٢) الإثبات عن أ ، ب و (البحر المحيط ٢ : ٢٤٠) و (شرح صحيح البخارى للقسطلانى ٧ : ٤١).
(٣) ب : «أكثر الصلاة».
(٤) ب : «وصلاة النهار».
(٥) على ما فى (تفسير الطبرى ٥ : ١٦٨) و (تفسير ابن كثير ١ : ٤٢٨) و (تفسير الكشاف ١ : ٢٧٣) و (البحر المحيط ٢ : ٢٤١) و (الفخر الرازى ٢ : ٢٩٠).
(٦) انظر (تفسير ابن كثير ١ : ٤٢٩) و (تفسير القرطبى ٣ : ٣١٢) و (تفسير الكشاف ١ : ٢٧٣) و (البحر المحيط ٢ : ٢٤٠) وهو اختيار ابن جرير (تفسير الطبرى ٥ : ١٦٧) وابن قتيبة (تفسير غريب القرآن له : ٩١) وانظر (السنن الكبرى للبيهقى ١ : ٤٦١ ـ ٤٦٢).
(٧) حاشية ج : «أى كون الصلاة الوسطى هى صلاة العصر مرفوعا إلى النبى صلىاللهعليهوسلم ، معناه : أنه مروى أن الصلاة الوسطى هى صلاة العصر ، وفى (قواعد التحديث ١٠٤) «الحديث المرفوع : ما أضيف إلى النبى صلىاللهعليهوسلم خاصة ، من فعل أو تقرير ؛ سواء كان متصلا أو منقطعا ، لسقوط الصحابى منه أو غيره».
(٨) كما فى (تفسير الطبرى ٥ : ١٦٦) و (تفسير ابن كثير ١ : ٤٣٣) و (تفسير الكشاف ١ : ٢٧٣) و (البحر المحيط ٢ : ٢٤١) و (الفخر الرازى ٢ : ٢٩١).
(٩) ب : «من لا بين الصلوات».
(١٠) قال ابن كثير : «واختاره على بن أحمد الواحدى فى تفسيره المشهور (تفسير ابن كثير ١ : ٤٣٤) ونقله ابن حيان عن الواحدى ـ بزيادة قوله : وحكاه أبو عمر بن عبد البر عن فرقة ، وانظر (شرح صحيح البخارى للقسطلانى ٧ : ٤١) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٧٣).