إلى قوله تعالى (مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها وَفُومِها ..) يرجح الواحدى أنّ المراد من «الفوم» فى الآية : هو الحنطة بلا اختلاف بين أهل اللغة.
وفى مجال القراءة : يقول الواحدى عند تفسير قوله تعالى فى سورة البقرة : (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ :) وأجمع القراء : على إظهار الراء عند اللام إلّا ما روى عن أبى عمرو : من إدغامه الراء عند اللام. قال الزجاج : وهو خطأ فاحش ؛ ثم يقول : وأحسب الذين رووا ذلك عن أبى عمرو غالطين ؛ ويدغم الراء فى اللام ؛ لأن اللام حرف مكرر ؛ ولا يدغم الزائد فى الناقص ، فلو أدغمت الراء فى اللام لذهب التكرير من الراء ؛ وهذا إجماع النحويين».
ويقرر الواحدى بأنه لا يجوز اقتراح المعجزات على الأنبياء ، وأن الإيمان بهم واجب بعد ظهور معجزتهم ، وذلك عند تفسير قوله تعالى فى سورة البقرة :
(وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) قال الواحدى : «يريد نظر بعضهم إلى بعض عند نزول الصعقة. وإنما أخذتهم لأنهم امتنعوا عن الإيمان بموسى بعد ظهور معجزته ، حتى يريهم ربّهم جهرة : والإيمان بالأنبياء واجب بعد ظهور معجزتهم ، ولا يجوز اقتراح المعجزات عليهم ؛ فلذا عاقبهم الله تعالى.
وهذه الآية : تتضمن التوبيخ لهم على مخالفة الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ مع قيام معجزته ، كما خالف أسلافهم موسى مع ما أتى به من الآيات الباهرة ، والتحذير لهم أن ينزل بهم ما نزل بأسلافهم».
***
هذا ويعرف الواحدى الرزق بأنه : «كل ما انتفع به العبد فهو رزقه ؛ من مال وولد وعبد وغيره ؛ عند قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ)
فيقول الواحدى : «وكل ما انتفع به العبد فهو رزقه من مال وولد وعبد وغيره».