ويقال (يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا) : فى الوقت الذي لم يكن قلبى متعلقا بسبب.
قوله جل ذكره : (فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (٢٤))
(١) فى التفسير أنّ المعنيّ بقوله (مِنْ تَحْتِها) : جبريل عليهالسلام ، وقيل عيسى عليهالسلام. والمقصود منه تسكين ما كان بها من الوحشة ، والبشارة بعيسى عليهالسلام ، أي يرزقك الله ولدا سريا.
قوله جل ذكره : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا (٢٥))
وكان جذعا يابسا أخرج الله تعالى منه فى الوقت الثمرة ، وهى الرّطب الجنىّ ، وكان فى ذلك آية ودلالة لها ؛ فالذى قدر على فعل مثل هذا قادر على خلق عيسى ـ عليهالسلام ـ من غير أب.
ويقال عند ما كانت مجرّدة بلا علاقة ، فقد كان زكريا ـ عليهالسلام ـ يجد عندها رزقا من غير أن أمرت بتكلف ، فلمّا جاءت علاقة الولد أمرت بهزّ النخلة اليابسة ـ وهى فى أضعف حالها ؛ زمان قرب عهدها بوضع الولد ، ليعلم أنّ العلاقة توجب العناء والمشقة.
ويقال بل أمرت بهزّ النخلة اليابسة ، وكان تمكنها من ذلك أوضح دلالة على صدقها فى حالها.
ويقال لمّا لم يكن لها فى هذه الحالة من يقوم بتعهدها تولّى الله تعالى كفايتها ؛ ليعلم العالمون أنه لا يضيع خواصّ عباده فى وقت حاجتهم.
قوله جل ذكره : (فَكُلِي وَاشَرِبي وَقَرِّى عيناً
__________________
(١) السرى ـ السيد الكريم ، وقيل هو نهر صعير أو جدول.