قوله جل ذكره : (قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ (٥٣))
المردود لا يقبل منه توصّل (١) ، ولا يغيّر حكم شقاوته بتكثير التكلّف والتعمل.
ويقال تقرّب العدوّ يوجب زيادة المقت له ، وتحبّب الحبيب يقتضى زيادة العطف عليه ، قال تعالى : (فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ) (٢)
قوله جل ذكره : (وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسالى وَلا يُنْفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كارِهُونَ (٥٤))
فقدوا الإخلاص فى أموالهم فعدموا الاختصاص فى أحوالهم ، وحرموا الخلاص فى عاجلهم وفى مآلهم.
قوله : (وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى) : من أطاع من حيث العادة ـ من غير أن تحمله عليها لوعة الإرادة ـ لم يجد لطاعته راحة وزيادة.
ويقال من لاحظ الخلق فى الجهر من أعماله ، وركن إلى الكسل فى السّرّ من أحواله فقد وسم بالخذلان ، وختم بالحرمان ، وهذه هى أمارة الفرقة والقطيعة ، قال تعالى : (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) (٣).
قوله جل ذكره : (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ (٥٥))
__________________
(١) لا نستبعد أنها تكون (توسل) بدليل ما بعدها ، والمراد يحتمل كليهما.
(٢) آية ٧٠ سورة الفرقان.
(٣) آية ٥٤ سورة آل عمران