قوله جل ذكره :
(وَما أَنْزَلْنا
عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً
وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٦٤))
أنت الواسطة بيننا وبين أوليائنا ، ولك البرهان الأعلى
والنور الأوفى ؛ تبلّغ عنّا وتؤدّى منّا ، فأنت رحمة أرسلناك لأوليائنا .. فمن
تبعك اهتدى ، ومن عصاك ففى هلاكه سعى.
قوله جل ذكره :
(وَاللهُ أَنْزَلَ
مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ
لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٦٥))
أحيا بماء
التوفيق قلوب العابدين فجنحت إلى جانب الوفاق ، وأحيا بماء التحقيق أرواح العارفين
فاستروحت على بساط الوصال ، وأحيا بماء التجريد أسرار الموحدين فتحررت من رقّ
الآثار ، وانفردت بحقائق الاتصال.
قوله جل ذكره :
(وَإِنَّ لَكُمْ فِي
الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ
وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ (٦٦))
سخّرها لكم ،
وهيأها للانتفاع بلحمها وشحمها ، وجلدها وشعرها ودرّها ، وأصلها ونسلها. ثم عجيب
ما أظهر من قدرته من إخراج اللبن ـ مع صفائه ، وطعمه ونفعه ـ من بين الروث والدم ، وذلك تقدير العزيز العليم. والذي يقدر على حفظ
اللبن بين الروث والدم يقدر على حفظ المعرفة بين وحشة الزّلّة من وجوهها المختلفة.
قوله جل ذكره :
(وَمِنْ ثَمَراتِ
النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ
فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٦٧))
__________________