كما لا تجوز مجاوزة الحد فى وضع القدر لا تجوز مجاوزة الحد فى رفع القدر ، وفى الخبر : «أمرنا أن ننزل الناس منازلهم»
فمن رأى من المخلوقين شظية من الإبداع أنزلهم منزلة الأرباب ، وذلك ـ فى التحقيق ـ شرك ، وما أخلص فى التوحيد من لم ير جميع الحادثات بصفاتها (....) (١) من الله.
(وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً) : فمن رفع فى عقده مخلوقا فوق قدره فقد أشرك بربّه.
قوله جل ذكره : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (٣٢))
من رام أن يستر شعاع الشمس بدخان يوجهه من نيرانه ، أو عالج أن يمنع حكم السماء بحيلته وتدبيره ، أو يسقط نجوم الفلك بسهام قوسه ـ أظهر رعونته ثم لم يحظ بمراده. كذلك من توهّم أن سنّة التوحيد يعلوها وهج الشّبه فقد خاب فى ظنّه ، وافتضح فى وهمه.
قوله جل ذكره : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٣٣))
أزاح العلل بما ألاح من الحجج ، وأزال الشّبه بما أفصح من النهج ؛ فشموس الحقّ طالعة ، وأدلة الشرع لامعة ، كما قالوا :
هى الشمس إلا أنّ للشمس غيبة |
|
وهذا الذي نعنيه ليس يغيب |
قوله جل ذكره : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ)
__________________
(١) مشتبهة.