لامْرَأَتِهِ
أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً)
لمّا نودى على
يوسف فى مصر بالبيع لم يرض الحقّ ـ سبحانه ـ حتى أصابتهم الضرورة ومسّتهم الفاقة
حتى باعوا من يوسف ـ عليهالسلام ـ جميع أملاكهم ، ثم باعوا كلّهم منه أنفسهم ـ كما فى
القصة ـ وفى آخر أمرهم طلبوا الطعام ، فصاروا بأجمعهم عبيده ، ثم إنه عليهالسلام لما ملكهم منّ عليهم فأعتقهم ؛ فلئن مرّ عليه بمصر يوم نودى فيه عليه بالبيع ؛ فقد
أصبح بمصر يوما آخر وقد ملك جميع أملاكهم ، وملك رقاب جميعهم ؛ فيوم بيوم ، قال
تعالى : (فَإِنَّ مَعَ
الْعُسْرِ يُسْراً) يومان شتّان بينهما!
ثم إنه أعتقهم
جميعا ... وكذا الكريم إذا قدر غفر.
قوله جل ذكره :
(وَكَذلِكَ مَكَّنَّا
لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ ، وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ)
أراد من حسده
ألّا تكون له فضيلة على إخوته وذويه ، وأراد الله أن يكون له ملك الأرض ، وكان ما
أراد الله لا ما أراد أعداؤه.
قوله جل ذكره :
(وَاللهُ غالِبٌ عَلى
أَمْرِهِ)
أرادوا أن يكون
يوسف عليهالسلام فى الجبّ ، وأراد الله ـ سبحانه ـ أن يكون يوسف على
سرير الملك ؛ فكان ما أراد الله ، والله غالب على أمره.
__________________