قوله جل ذكره : (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ).
ما هو كائن فقريب ، والبعيد ما لا يكون. وإنّ من أقدم على محظور ثم حوسب عليه ـ ولو بعد دهور خالية وأعوام غير محصورة ماضية ـ تصور له الحال كأنه وقت مباشرته لتلك الزّلة.
قوله جل ذكره : (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (٨٢))
سنّة الله فى عباده قلب الأحوال عليهم ، والانقلاب من سمات الحدوث ، أمّا الذي لا يزول ، ولا يحول فهو الذي لم يزل ولا يزال بنعوته الصمدية.
وإنّ من عاش فى السرور دهرا ثم تبدل يسره عسرا فكمن لم ير قطّ خيرا ، والذي قاسى طول عمره ثم أعطى يسرّا فكمن لم ير عسرا.
قال تعالى : (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ) (١).
قوله جل ذكره (مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (٨٣))
ذكر سبحانه ما نالهم من العقوبة على عصيانهم ، ثم أخبر أنّ تلك العقوبة لاحقة بمن سلك سبيلهم تحذيرا لمن لم يعتبر بهم إذا عرف طريقهم ، كما قيل :
ومن يرنى ولم يعتبر بعدي |
|
فإنّ لكلّ معصية عقابا |
قوله جل ذكره : (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ
__________________
(١) آية ١١٠ سورة الأنعام.